ماذا بعد حضور فريق المفتشين الدوليين إلى دمشق الأحد القادم

لا يظن الكثيرون أن نظاماً في العالم استهدف شعبه بشتى أنواع الأسلحة، ومنها السلاح الكيماوي، وعلى نطاق واسع كما فعله نظام الأسد.. كما لا يظن الكثيرون أن المجتمعات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة تعاملت بإهمال وازدراء بجرائم الحرب التي جرت في العالم، كما فعلت مع نظام الأسد، علماً بأنه ضرب الشعب السوري بالأسلحة التدميرية كافة، وعلى رأسها الأسلحة الكيماوية منذ عدة سنوات ولا يزال، وراح ضحية ذلك مئات الآلاف من المدنيين..
فهل يبقى الحال هكذا مستمراً على وتيرته المأساوية أم أن هناك شيئاً ما يلوح في الأفق..!!؟..
هذا السؤال يفرض نفسه أمام المستجدات التي تجري على الأرض، فانتصارات قوات المعارضة السورية المسلحة في أكثر من معركة وأكثر من مكان.. ومسعى بعض الدول العربية، بل تصميمها بالإضافة إلى تركيا على التحرك لإنقاذ الشعب السوري من الكارثة التي يعاني منها منذ سنوات، سواء جاء هذا التحرك بموافقة الولايات المتحدة أم بدون موافقتها.. وهذا ما لفت نظر العالم، وربما جعله يفكر بتحرك فعال للعمل في هذا الاتجاه..
من هنا يرى المراقبون في إعلان فريق المفتشين الدوليين التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن نيته إجراء زيارة جديدة إلى سورية الأحد المقبل 17/5 مؤشراً جديداً على أن المجتمع الدولي مصمم هذه المرة على أن يقوم الفريق بتحديد مسؤولية نظام الأسد باستخدام طيرانه الغازات السامة في حربه ضد شعبه..
وهذا ما أكدت عليه صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية في عددها الصادر الخميس 14/5 أن مفتشين دوليين عثروا خلال جولتهم الأخيرة في سورية أوائل شهر نيسان الماضي على آثار لمواد كيماوية سامة محظورة في ثلاثة مواقع عسكرية تابعة لنظام الأسد.. ومن هذ المواد الكيماوية غاز السارين ومادة السيرين السامَّين.. ولفتت الصحيفة إلى أن اكتشاف آثار المواد الكيماوية المحظورة، يأتي بالتزامن مع مواصلة قصف قوات الأسد للمناطق التي يسيطر عليها الثوار بقنابل تحوي غاز الكلور.
وإضافة إلى ذلك فإن الناطق باسم البيت الأبيض قال يوم الأربعاء 13/5 إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن استمرار تلقي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دلائل موثوقة بشأن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وأضاف ” جوش إيرنست ” المتحدث باسم البيت الأبيض، المهم أن يحقق مراقبون دوليون بشكل كامل للوصول إلى معرفة الجهة التي تستخدم الأسلحة الكيماوية..
ومن المهم أيضاً أن نشير هنا إلى مشروع القرار الذي تعده الولايات المتحدة حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، والذي وضّحت السفيرة الامريكية، سامانثا باور، المندوبة الدائمة لدى الامم المتحدة، أن بلادها تعتقد أن الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور والغاز السام في الضربات الجوية “.. وفي تصريح صحفي قالت ” باور “: إن نظام بشار الاسد هو الوحيد الذي يمتلك مروحيات تُستخدم لإلقاء الغازات السامة، ونحن نعتقد أن الوثائق واضحة ومعلنة..”..
وهذا يعني أن مشروع القرار الأميركي المذكور، والذي سوف يُقدّم إلى مجلس الأمن سيتضمن في بنوده إدانة واضحة لنظام الأسد..
ويرى مطلعون حول هذه النقطة أن المشروع يمكن أن ينال الموافقة في مجلس الأمن لاسيما أن هناك تقارباً بين روسيا والولايات المتحدة حول ضرورة حل الازمة السورية..
والجدير بالذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت في تقرير صدر عنها مؤخراً أن عدد خروقات نظام الأسد الموثقة بلغ أكثر من 78 خرقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر في شهر سبتمبر/ أيلول 2013 والمتعلق باستخدام الغازات السامة والمواد الكيماوية في سورية.
كل هذه المؤشرات والمعطيات يمكن ان تؤدي برأي المراقبين إلى احتمالين؛ إما إلى فرض حل جدي في جنيف3 ينهي حكم الأسد واستبداله بحكومة وطنية تضم الأطراف السورية كافة، أو إدانة واضحة تحت الفصل السابع تكون مقدمة لإنشاء مناطق حظر جوي لطيران الأسد، وبالتالي تدخل عربي ــ تركي عبر الدعم الفعال لقوى المعارضة المسلحة لإنهاء هذه الأزمة التي أتعبت العالم..

أضف تعليق