كما هي طبيعة برنامج ” الاتجاه المعاكس “، يتناول فيصل قاسم دائماً قضايا مثيرة للجدل..
في حلقة يوم الثلاثاء الماضي طرح موضوع ” مصير العلويين بسوريا بعد اقتراب الثوار من مناطقهم ” وكانت تساؤلات البرنامج، كما هي العادة: أليس قتل مليون سوري وتشريد نصف الشعب السوري وتدمير ثلاثة أرباع سوريا برقبة الجنرالات العلويين تحديدا..؟
ثم أليس من حق هذا الشعب أن يقتص ممن عاثوا قتلاً وفساداً ودماراً في سوريا على مدى 40 عاما..؟..
وفي المقابل، ألم يخسر العلويون نحو مائة ألف قتيل..؟ وهل كان بشار الأسد ليصمد حتى الآن لولا دعم تجار السنة في دمشق وحلب..؟
لماذا يطالب البعض باجتثاث العلويين عن بكرة أبيهم؟ أليس من الأفضل أن يبني السوريون عقداً اجتماعياً جديداً يخلف قذارات نظام الأسد..؟..
أما الضيفان فكل واحد له رأيه المخالف.. فالكاتب والناشط السوري ماهر شرف الدين قال: إن العلويين تحولوا إلى أعداء في نظر السوريين، بعد أن تورطوا وتواطؤوا مع السلطة وتعاملوا بحقد غير مبرر مع ضحاياهم، رافعين شعار ” الأسد أو نحرق البلد “.. مؤكداً أن لا شيء يحمي العلويين إلا سقف المواطنة..”.
أ
ما الرأي الآخر فيمثله الكاتب عبد المسيح الشامي، فهو يتهم الجماعات الإرهابية بممارسة القتل والتدمير وتهديم المعالم الحضارية والاقتصادية في سوريا ؟ وتساءل مستنكراً: ظل العلويون في السلطة أربعين عاما، فلماذا لم يظهر القتل والتنكيل إلا عقب ما يسمى بالثورة.. ؟
ولكن ما يهمنا هنا بعد حوار المتخالفين هو تعليقات المتابعين لحلقة البرنامج، فهي تعبير عن مشاعر الناس العاديين وموقف الشارع السوري من هذه القضية الشائكة..
المعلق أبو الشام الاسعد يسأل بمرارة: كيف سينظر العلويون الى وجوه السوريون بعد انتصار الثورة.. وكيف يبررون ما فعلوه..!!؟..
ويقول ” ابن الجسر “: العلويون جلبوا الانقراض المحتوم لطائفتهم الكريمة.. لم أتصور أن يصل الحقد ببعض هؤلاء لمطالبة النظام بإبادة كامل الشعب السني في سوريا.. ولم يحسبوا حساب هذا العملاق السني الذي يحيط بهم من كل جانب ويفصله عنهم بضعة حواجز ووقت محدود..
وكتب آخر: طالما أن طائفة الأسد ليسوا سنة فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. سوف تتحرك كل قوى العالم من منظمات حقوقية إلى حكومات عالميه للتأكد من سلامتهم، أضف إلى ذلك أنهم لن يكونوا الفئه الوحيدة المضطهدة في المجتمع السوري الذي سوف تمزقه الحرب الاهلية بين المعارضين أنفسهم في مرحلة ما بعد الأسد..
ويعلق خالد قائلاً: العلويون وغيرهم هم من وضعوا انفسهم وقوداً لمعركة آل الاسد ضد الشعب السوري.. قدم لهم آل الاسد كل التسهيلات للتحكم برقاب العباد وأعطوهم الحرية المطلقة للنهب والسرقة والقتل وهتك الاعراض..
لكن ” النسر ” له رأي مختلف عن كل ما سبق، فهو يقول: إذا كانت مقاليد الأمور ستكون بيد المعارضة فلا خوف على العلويين كطائفة, ومهما جنحت العواطف يميناً ويساراً , فإن الموقف الجدي هو محاسبة المجرمين فقط, ولا يمكن لأي إنسان متزن أن يقبل بغير هذا, فلا يُعقل أن يكون العلويون جميعاً مجرمين تجردوا من ضمائرهم !!.. أنا مع محاسبة المجرمين(بدرجات) حتى لو بلغت نسبتهم 99,9999 ولو ظُلم واحد منهم لاعتبرته عاراً.. ثم يقول: إذا لم يسارع العلويون بثورة ضد نظامهم, ستكون حياتهم ذليلة فيما بعد..
ويقول غيره: إن ردود فعل الناس مخيبة للأمل.. لم نستفد شيئاً من سماحة ديننا ومن كل ما مر بنا من أحزان.. كيف يقول الناس بعد حرب مدمرة؛ هذا سني وهذا علوي..؟.. ألم نتعلم بعد أن الطائفية سرطان الأمة..؟ هناك من قتل الناس وأجرم. فهؤلاء يحاكمون ويأخذون جزاءهم، سنة كانوا أم شيعة أم علويين..
هذه الآراء المتنوعة وأمثالها، كما يرى بعض المحللين، تعبير عن رأي الشارع السوري، ففيها الكثير من العفوية والمصداقية، وعلى الأطياف كلها أن تتمعن بهذه الآراء، وتعدها لبنة في أساسات الدولة السورية القادمة..