مايزال ريف حمص الشرقي مسرحاً للمعارك العنيفة بين تنظيم الدولة من جهة وجيش النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى ، إلا أن هذه المعارك شهدت في اليومين الأخيرين تطورات نوعية مع سيطرة التنظيم على مدينة السخنة والعامرية وعدة حواجز أخرى هامة في محيط مدينة تدمر.
وقد أفاد شهود عيان في تدمر عن توارد سيارات الإسعاف نحو مشفى المدينة محملة بجثث قتلى النظام وجرحاه ما يؤكد الأنباء حول تكبده خسائر فادحة خلال تلك المعارك، ومن جانب آخر فقد قتل خلال الاشتباكات أمير معركة تحرير السخنة في تنظيم الدولة ويُدعى أبو أنس الجزراوي برفقة قيادي آخر من التنظيم يُدعى أبو مالك أنس النشوان.
وقد شهد ميدان المعركة قصفاً عنيفاً بالطيران الحربي والمدفعية والصواريخ التي استهدفت محيط السخنة والعامرية ومستودع التسليح غربي مدينة تدمر وحقول جزل ما أدى إلى تهدّم العديد من الأبنية السكنية ونزوح الأهالي من منطقة العامرية باتجاه مدينة تدمر التي تشهد هدوءاً باستثناء بعض رشقات من الرصاص من الحواجز المنتشرة في المدينة على الأحياء الرئيسية وبعض الطلقات الخطاطة.
وفي الوقت نفسه فقد استهدف تنظيم الدولة مطاري الشعيرات والـ T4 على طريق عام حمص تدمر بصواريخ الغراد التي تسببت باشتعال حرائق داخله وتصاعد سحب دخانية كثيفة.
ومع استمرار المعارك وتصاعد الاشتباكات تمكن تنظيم الدولة فجر يوم الخميس من السيطرة على مساكن الضباط بالقرب من المنطقة الصناعية شمالي مدينة تدمر بالإضافة لحاجزي مكتب الدور وكازية الخطيب بالإضافة للسيطرة على أجزاء واسعة من منطقة المحطة الثانية حيث أفادت الأنباء عن محاصرة عدد من الضباط مع عائلاتهم في أحد الأبنية.
أما في الشمال الغربي للمدينة فقد تمكن تنظيم الدولة من السيطرة على مستودعات الوقود الواقعة ضمن مستودعات التسليح بعد اشتباكات عنيفة جداً بينها , وقد خسرت قوات النظام في هذه المعركة ضابط برتبة مُقَدَّم برفقة ستة من عناصره.
ردّ النظام على هذا التقدّم لتنظيم الدولة باستهداف المدنيين النازحين إلى المدينة من مناطق الاشتباكات في الأحياء الشمالية للمدينة بنيران قناصيه حيث تم تسجيل عدد من الإصابات أحدها خطيرة, و تمكن الأهالي من إسعاف بعض هؤلاء المصابين إلى مشفى المدينة.
وفي جنوب شرق المدينة شهدت بساتين كحلول انتشاراً واسعاً لقوات الدفاع الوطني والشبيحة بعد تواتر أنباء عن تسلل عدد من عناصر التنظيم إليها.
كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط مشفى تدمر من جهة العامرية ومنطقة الفيلّات وشُوهد أيضاً تصاعد دخان كثيف من أحد المباني المُحترِقة في مساكن الضباط بمحيط المدينة.
وقد قام النظام باستقدام العديد من دباباته ومدرعاته ومدفعيته والكثير من الأسلحة من حمص باتجاه المنطقة خاصة بعد الخسائر التي تكبّدها في صفوف قواته من الجيش وقوى الدفاع الوطني والشبيحة هناك.
هذا وقد انتقل ميدان المعركة إلى محيط المطار والسجن العسكري الأمر الذي جوبه بقصف صاروخي من قبل قوات النظام.
ولاتزال المعارك مُستمرة مع غياب شبه كامل لحركة المدنيين ضمن أحياء وشوارع المدينة في حين تستمر حركة العربات والمُدرّعات واستنفار عناصر الجيش والشبيحة.