شهدت معارك القلمون الدائرة بين عناصر جيش الفتح من جهة، وقوات النظام السوري وحزب الله من جهة أخرى تطورات عديدة اليوم، حيث تراجعت قوات جيش الفتح من جرود عسال الورد باتجاه جرود الجبة التي تشهد معاركاً عنيفة وكراً وفراً بين الطرفين، وذكرت مصادر مقربة من حزب الله سيطرة الحزب على مقرات “الإرهابيين التكفيريين” في جرود عسال الورد واستيلاء الحزب على سيارات وأسلحة تابعة للإرهابيين على حد تعبير المصدر، فيما ذكر مراسل “مرآة سوريا” في القلمون أن انسحاب جيش الفتح من جرود عسال الورد كان لابد منه بحكم عدم سيطرة المعارضة على التلال العالية في تلك الجرود، بالمقابل فإن التلال الاستراتيجية (العالية) في جرود الجبة خاضعة لسيطرة قوات المعارضة، وقد قامت قوات المعارضة اليوم بتدمير عدد من آليات حزب الله والجيش السوري عبر استهدافها بالصواريخ الموجهة، وكان رد الحزب والجيش السوري عنيفاً، حيث شن طيران النظام الحربي العديد من الغارات على الجرود كاملة، واستهدفت إحدى غاراته منطقة قريبة جداً من حاجز للجيش اللبناني بالقرب من وادي حميد في عرسال، بالإضافة للقصف الصاروخي والمدفعي المستمر من الداخل اللبناني، وبالتحديد من جرود نحلة وبريتال الخاضعتين تماماً لسيطرة حزب الله اللبناني.
وأفاد مراسلنا في عرسال عن مقتل قائد لواء تجمع حوش عرب واسمه ” أحمد عثمان أبو إبراهيم” متأثراً بجراحه التي أصيب بها نتيجة الاشتباكات منذ عدة أيام.
من الجدير بالذكر أن حزب الله مازال يتكتم عن أغلب خسائره في معركة القلمون، متبعاً سياسته نفسها منذ معركة القصير، حيث تتزايد الحوادث والواجبات الجهادية التي تودي بحياة عناصر الحزب في الجنوب اللبناني كلما فتح حزب الله معركة لا شأن للشعب اللبناني بها، ويعزو مراقبون سبب تأجيل الإعلان عن الخسائر البشرية إلى رغبة الحزب في رفع معنويات عناصره، وتفادياً للاحتقان في قاعدته الشعبية وخصوصاً بعد مقتل العديد من المجندين الذين لم يبلغوا سن الرشد في صفوف الجزب في معاركه الأخيرة.