قدّم لبنان ولأول مرة خطة تبين مدى احتياجاته من أجل مساعدة السوريين في مؤتمر المانحين الثالث الذي انعقد في الكويت في الأيام الماضية, وحسبما أكد وزير الشؤون الإجتماعية في لبنان “رشيد درباس” أن هذه الخطة وضعتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع المؤسسات اللبنانية والدولية، وبمتابعة مباشرة من أمين عام الأمم المتحدة ” بان كي مون “.
و نوّه درباس بأن نسبة الفقراء في لبنان بعد النزوح السوري تجازوت 25% ولتعويض الخسائر التي لحقت بالبلد سيتم تحويل 37% من المال المخصص للاجئين السوريين أي بما يعادل نصف مليار دولار، وهذا المبلغ سيتم تحويله إلى خزينة الدولة اللبنانية، وبمعرفة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين..
وقال الدرباس أما نسبة 63% من المبلغ فيتم تخصيصه لمليون فقير لبناني ومليون ومئة ألف فقير سوري وفلسطيني.. وهذا يعني أن نصيب اللاجئين السوريين ومعهم اللاجئين الفلسطينيين من هذه المنحة أقل من ” نصف مليار دولار” مع أن مؤتمر المانحين خصص المبلغ كله باسم اللاجئين السوريين..
وهذا ما أثار استهجان الكثير من واستغرابهم، حتى أن البعض قال: هذه سرقة على المكشوف وبغطاء أممي أيضاً.. كما أكد مطلعون على واقع اللاجئين أن لبنان استفاد من وجود اللاجئين أكثر بكير مما يتضرر..
من جهة أخرى أشار الدرباس إلى إعادة تموضع اللاجئين السوريين في لبنان, فذكر أن وزير الداخلية قدم اقتراحاً لإخلاء بلدة عرسال من اللاجئين وإقامة مخيمات بالداخل اللبناني إلا أن ذلك لم يتم التوافق عليه داخل الحكومة اللبنانية رغم المشاكل الحاصلة في عرسال..
وأكد درباس أن معدل دخول اللاجئين السوريين إلى لبنان أصبح صفراً بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والتي تقتضي بالسماح فقط للسوريين غير النازحين من دخول لبنان، وأضاف : لم نقفل الحدود بوجه السوريين للزيارة أو الإقامة ولكن ليس بصفة نازح ” معلناً أن: ملف اللجوء السوري إلى لبنان طويناه ولا لجوء بعد اليوم لا من أماكن قريبة ولا بعيدة “.
يذكر أن مجموع التعهدات المقدمة من الدول المانحة خلال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا قد بلغ 3,8 مليارات دولار بعد الإعلان عن الحاجة إلى 8,4 مليارات دولار وكانت لبنان قد تقدمت بطلب ملياري دولار من المؤتمر، وتمت الموافقة على تخصيص مليار وأربعمائة مليون دولار.
ويقول أحد اللاجئين ساخراً: ماذا يريد لبنان أكثر من هذا فقد قاسم اللاجئين في لقمة عيشهم ويمنعهم من العمل، ويتابع غيره: كما أن اللاجئ السوري معرض بأي مكان في لبنان إلى الاعتقال والتعذيب وأحياناً يتعرض للطرد إلى خارج لبنان.
هذا هو جانب واحد من واقع اللاجئين المؤلم في لبنان..