بعد تراجع تنظيم الدولة من مدينة “عين الإسلام” كما يسميها، أو “عين العرب” كما كانت تسمى قبل الثورة، أو “كوباني” كما يسميها أكراد سوريا، بغض النظر عن تسمية المدينة المدمرة بعد استعادة الميليشيات الكردية السيطرة عليها من تنظيم الدولة، وبعد أن دمرها قصف التحالف فوق رؤوس عناصر تنظيم الدولة، أعلنت العديد من المنظمات الدولية عن خططها لإعادة إعمار المدينة، ولكن مالم يتوقعه أهالي المناطق الكردية التي سلم النظام إدارتها للميليشيات الكردية التي سلحها ودربها على طول السنين، لم يخطر ببالهم ولو للحظة أن يكون إعادة إعمار “كوباني” من جيوبهم، لم يخطر لصاحب الدكان الصغير في القامشلي أنه سيضطر يوماً لدفع فاتورة دخول تنظيم الدولة إلى مدينة “كردية” على الحدود مع تركيا، ولكن ما يحصل اليوم في القامشلي وريف الحسكة الخاضع لسيطرة الميليشيات الكردية المسلحة هو انتقام من الأهالي الذين أثقلت كاهلهم هذه الميليشيات بالأتاوات والضرائب وتجنيد واختطاف أبنائهم لزجهم في هذا الصراع (العربي – الكردي) الذي لا يخدم إلا النظام السوري.
اليوم فرضت الميليشيات الكردية ضرائب جديدة على أصحاب المحلات التجارية في القامشلي، وتبلغ قيمة الضريبة ما يصل إلى 5 آلاف ليرة سورية بحجة إعادة إعمار “كوباني”، وكانت هذه الميليشيات سابقاً قد منعت أهالي ريف القامشلي من حصاد محاصيلهم الزراعية قبل دفع ضريبة ” إعادة إعمار كوباني” أيضاً.