الراحل أبو يزن الشامي: الله لم يقل (لقد كان لكم في تنظيم القاعدة أسوة حسنة)!!

بثت مواقع مقربة من حركة أحرار الشام الإسلامية حواراً مطولاً لقيادي الحركة الراحل محمد الشامي والمعروف ب(أبو يزن الشامي)، الحوار جمع أبو يزن مع مجموعة من المهاجرين تحدث باسمهم شخص يتكلم بلهجة سكان الخليج العربي، حيث ضم الحوار العديد من المحاور أهمها قضية (تحكيم الشريعة) ومنهج حركة الأحرار تجاهها.

مرآة سوريا اطلعت على كامل التسجيل والذي يعد وثيقة تاريخية ضمت شهاداتلكبار قادات القاعدة في سوريا والعالم، كما أنه يصلح كمرجع للراغبين في التعرف على النمط الفكري للتيار السلفي الجهادي والخلفيات الثقافية والعلمية التي أنتجت تنظيم الدولة.

استهل أبو يزن كلامه لمحدثيه بأن الصورة الحقيقية للواقع مختلفة بشكل كامل عن مايبث في الإعلام في إشارة منه للساحة الجهادية، ومستشهداً بأن واقع أفغانستان والعراق كان غير مايظهر في الاعلام والاصدارات، فالعلاقة بين بن لادن والزرقاوي كانت تشوبها اختلافات وجهات النظر رغم الثناء المتبادل بينهما وذلك لالتقاء المصالح، كما شدد أبو يزن على ضرورة نقد تلك التجارب لتجنب الوقوع في أخطائها مرة أخرى في سوريا.

كما أسهب أبو يزن في شرح فكرة ضرورة الالتحام بمختلف شرائح الشعب وعدم الاقتصار على تيار واحد، وذكر قصة عن الجولاني زعيم جبهة النصرة والذي أخبر (أبو يزن) أنه وبعد أن أغلق البغدادي حساب التويتر العائد لجبهة النصرة عند بداية الخلاف :”فأنشأنا حساباً آخر فأتاه في يوم واحد 40 الف متابع ولكن استغرق فترة طويلة حتى أصبح 50 ألف” مايعكس بحسب أبو يزن كون جمهور السلفية الجهادية محدوداً وأن اقتصار الخطاب على ذلك الجمهور سيؤدي إلى تنافس أحرار الشام والنصرة والدولة على الجمهور السلفي الجهادي والذي سيتحول إلى صراع، وهذا ماحصل فعلاً حيث يعصف الصراع بين تنظيم الدولة من جهة والاحرار والنصرة من جهة أخرى بمصير الثورة السورية.

وركز القيادي الراحل على فكرة (التدرج في إعلان الأهداف) بحسب معطيات القوة والواقع، حيث أن وضع الجهاديين الآن كطفل يجب أن ينتظر حتى يشتد عوده ليصرح بما يريد على حد وصفه ، ويمكن بعد ذلك -حسب القوة والضعف- إعلان الموقف من الديمقراطية والعلمانية ثم حكم دول الجوار في الوقت الذي يتحدث فيه لشبابه عن حقيقة المعتقد معبراً بقوله (لما تسكر الكاميرا تكلم شبابك)..ومرجعاً ضرورة ذلك التدرج بسبب واقع سيطرة القطب الواحد والذي يراقب الاسلاميين ويضربهم كلما سنحت له الفرصة.

وهاجم أبو يزن تضخيم حجم الحركة الجهادية وارتفاع سقف شعاراتها عن قوتها الحقيقية، مستشهداً بالسيرة النبوية حيث لم يتم مراسلة ملوك البلاد المجاورة ودعوتهم للإسلام إلا بعد فتح مكة ووجود (كيان سياسي) للدعوة على حد وصفه رغم عالمية الرسالة.
وفي هذا السياق يروي أبو يزن عن قيادي القاعدة البارز في سوريا (أبو خالد السوري) قوله: عندما جاءت أمريكا إلى أفغانستان بعد 11أيلول “اتبهدلنا” ولم نعد نعلم ماذا نفعل وصرنا نجلد أنفسنا وكنا نريد عملاً إعلامياً وكنا لا نتصل ببعض الشيخ أسامة لايعلم أين نحن ولا نحن نعلم أين الشيخ أسامة

ويتابع أبو يزن في هذا السياق قائلاً: العديد قالوا لنا أن تقريركم (أحرار الشام) على طاولة التصنيف ضمن لائحة الإرهاب ونحن نتحرك بالمقابل لمنع ذلك التصنيف، ولكن بحسب أبي يزن أنه قيل له من أفراد التيار الجهادي أنكم “لم تذوقوا حلاوة التصنيف ضمن لائحة الإرهاب” فأجاب أنه ماض بالسعي لمنع ذلك التصنيف لأنه يريد أن يبني دولة ويتحرك بحرية ولا يجوز أن يبقى في السراديب على حد وصفه، كما قال أبو يزن بأن جل التيار الجهادي تم تربيته على الاصدارات والأناشيد وليس على العلم والفكر.”

كما وصف أبو يزن تجربة الجهاد في أفغانستان والعراق بـ”الإرث المعاصر والتجربة البشرية التي تحتمل الخطأ والصواب” رافضاً الدعوات التي تبالغ في استنساخها مستشهداً بالآية القرآنية (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة” وليس (لقد كان لكم في تنظيم القاعدة أسوة حسنة) حسب وصفه

وقد دعا أبو يزن إلى التفريق بين التصور السياسي والحكم الفقهي عند التعامل مع الدول، حيث وصف حكومات كل من روسيا وإيران وقطر وتركيا وغيرها بأنها إما حكومات علمانية أو كافرة كفراً أصلياً لكن ينبغي الاستفادة من مساحات الاختلاف بين تلك الدول، ومشدداً في الوقت نفسه على عدم إمكانية أن تقوم جماعة محدودة القدرات من عدة آلاف من المقاتلين بتحدي العالم كله واصفاً ذلك بمخالفة الشرع والعقل

وبعد إلحاح أحد محاوريه عن الخطوات العملية التي ستقوم بها أحرار الشام في سوريا، تحدث الشامي عن محاولة جمع كل من التوحيد ولواء الإسلام وقتها والصقور ولواء الحق في كيان واحد، أما عن النصرة فقد تحدث أبو يزن عن تعصب أفرادها لتنظيم القاعدة رغم أنه قرأ بعينه رسالة وجهها الظواهري للجبهة يدعوهم فيها للاندماج مع بقية الفصائل على ميثاق يضمن تحكيم الشريعة.

يشار إلى أن توقيت بث هذا التسجيل وافق هجوم تنظيم الدولة على الثوار في ريف حلب الشمالي، فيما يفسر بمحاولة أحرار الشام مخاطبة أنصار تنظيم الدولة وخصوصاً المهاجرين الذين يشكلون القوة الضاربة في صفوفه.

 

لمتابعة التسجيل كاملاً:

 

أضف تعليق