شهد حي الوعر الحمصي المحاصر يوم أمس توتراً شديداً نتيجة حادثة الاعتداء التي تعرض لها الكادر الطبي في مشفى الوليد وهو المشفى الوحيد الذي مايزال يقدم الخدمات الطبية لسكان الحي المحاصر في ظل نقص شديد في الامكانيات والكوادر.
بدأ الإشكال عندما دخلت مجموعة مسلحة معروفة بمجموعة “أبو عمار حمرا” إلى المشفى لعلاج أحد أفرادها الذي أصيب بشظية نتيجة قصف قوات النظام للحي، وتزامن طلب العلاج مع انشغال كادر المشفى بعلاج مصابين آخرين الأمر الذي دعاهم للطلب من مجموعة “أبو عمار حمرا” الانتظار ريثما ينتهون من “العمل الذي بين أيديهم”، الأمر الذي قابله “أبو عمار” بالرفض مما أدى لملاسنة كلامية تحولت لاشتباك بالأيدي بين الطرفين ليقوم “أبو عمار حمرا” بجلب تعزيزات من مجموعته ويقوم بالاعتداء على كادر المشفى بالضرب والإهانة.
تبع الحادث تجمع غاضب لعدد كبير من سكان حي الوعر القديم الذين استنكروا الاعتداء على الكادر الطبي، حيث جابوا حي الوعر بحثاً عن “حمرا” ومجموعته الذين التجؤوا إلى مقر أبو حيدر حاكمي قائد “هيئة حماية المدنيين” في حي الوعر وهي من أكبر المجموعات المتواجدة في حي الوعر.
توجه السكان الغاضبون لمقر “هيئة حماية المدنيين” مطالبين “حاكمي” بتسليم المعتدين على الكادر الطبي ومحاكمتهم، ووسط رفض الهيئة تسليمهم بدأ المواطنون برجم المقر بالحجارة والهتاف ضد هيئة حماية المدنيين الأمر الذي قابله عناصر الهيئة بإطلاق الرصاص لتفريق المعتصمين.
وقد قابل نشطاء حي الوعر ووجهاؤه حادثة الاعتداء تلك بموجة من الاستنكار والتنديد مشددين بضرورة احترام الكادر الطبي المرابط في الحي المحاصر، كما دعوا ذلك الكادر إلى التحلي بالصبر عند معاملتهم للمواطنين والمقاتلين على حد سواء.
يذكر أن مجموعة “أبو عمار حمرا” من المجموعات المسلحة ذات الصيت السيء في حي الوعر، حيث أنه وبرغم الحصار الذي يعاني منه المواطنون في الحي تقوم تلك المجموعة بتصرفات لا مسؤولة أثناء دخول بعض المساعدات إلى الحي، كما استولت تلك المجموعة على العديد من مرافق الدولة وحولتها لأماكن لتربية حيوانات وطيور الزينة .