تنظيم الدولة يقضي على “معابد الشرك” في البادية وينسحب تدريجيًا من تل أبيض

في الوقت الذي يترقب فيه أنصار “تنظيم الدولة” إصدارًا إعلاميًا جديدًا يقوم فيه عناصر “الخليفة” بجزّ رقاب مقاتلي الوحدات الكردية الذين أصبحوا في أحضان التنظيم بتل أبيض، خرج علينا إعلام التنظيم بإصدار مصوّر يهدم فيه “أعداء الشرك” “معبدًا ماسونيًا” في ريف دمشق!.

مقاتلو الوحدات الكردية ينشرون صور تقدمهم باتجاه مدينة تل أبيض شمال الرقة، و التي تعدّ أحد أهم معاقل التنظيم في سوريا بعد الرقّة المدينة، بينما ينشغل مقاتلوه بنقل مقراتهم إلى “الرقة” تارة، و بهدم “الآثار الماسونية” التي كان يعبدها السوريون في ريف دمشق تارة أخرى.

و هنا يتساءل آلاف المدنيين العالقين قرب السياج الحدودي السوري-التركي، أليس من الأولى أن توجه جهود مقاتلي التنظيم لرد الميليشيات الكردية عن تل أبيض، و استعادة القرى التي سيطروا عليها و هجروا آلاف العرب منها؟ أم أنّ نصبًا تذكاريًا مبنيًا على طريقة المسلّات المعماريّة و قد رسمت عليه من وقت ليس ببعيد بعض الرموز الماسونية أولى؟

أم ربّما فضّل التنظيم الرد على المغنية الماسونية الكردية “هيلي لوف” التي هاجمت “الخليفة” و “مبايعيه” في أكثر من “فيديو كليب” غنائي لها، بهدم “معبدٍ ماسوني” يشفي غليل مقاتليه ممن تابعوا هذا “الكليب” فيه.

المفارقات التي ينتهجها تنظيم الدولة في التعامل مع قضية حربه “الضروس” مع الأكراد، ترسم من جديد آلاف إشارات الاستفهام حول “الدولة الإسلامية” في فكر مقاتليه، فالدولة تتكفل لمواطنيها بحمايتهم و ضمان أمنهم، لا أن تجر مناطقهم إلى حروب عرقيّة تطهيرية ترمي بهم قرب سياج حدودي يرتجون “زجاجة ماء” من يد جندي تركي يصفه التنظيم مسبقًا “بالمرتد”.