عاصفة الحزم..التدخل السعودي سبق التدخل الإيراني بيوم واحد

شكلت عملية عاصفة الحزم التي بدأت فجر يوم الخميس عاصفة سياسية على المستوى الدولي كونها المرة الأولى التي تتخذ فيها المملكة العربية السعودية زمام المبادرة وتشن لوحدها حرباً كبيرة خارج حدودها المترامية الأطراف رغم المشاركة “البروتوكولية” للعديد من الدول العربية.

مرآة سوريا حاولت رصد التطورات الميدانية وتصريحات الساسة والصحفيين المقربين من أصحاب القرار قبيل انطلاق العملية ،وفيما حاول الاعلام الرسمي السعودي تصوير الأمر على أنه دعم لشرعية الرئيس هادي في وجه الانقلاب الحوثي فقد برزت خلال الأيام الأخيرة التي سبقت العملية تطورات ميدانية هامة نبأت بقرب التدخل الايراني البري والبحري في اليمن.

تلك التطورات بدأت بالتصعيد غير المتوقع الذي قامت به قوات الحوثي بزحفها باتجاه عدن التي فر إليها الرئيس هادي،حيث كان من المتفق عليه جمع الاطراف مرة أخرى على طاولة الحوار والسعي لإبرام صفقة سياسية ضمن صيغة جديدة تقبل بها المملكة العربية السعودية والتي دائماً ماسعت في سياساتها الخارجية للقبول بأنصاف الحلول السياسية بدلاً عن المضي في المواجهة المباشرة.

لكن ايران التي تبرع دائماً بكسب الوقت ومن ثم فرض إرداتها في ظل غياب المبادرة العربية،، نسقت مع أحمد نجل الرئيس السابق على عبد الله صالح والذي يقود قوات مدرعة قوامها 150 ألف مقاتل لتسهيل دخول الحوثيين إلى تعز، ومن ثم البدء بغزو عدن والذي تم فجر الأربعاء 25/3/2015م حيث اعتبره السعوديون غدراً بهم.

وكشفت وسائل إعلام سعودية أبرزها قناة العربية عن مكالمة هاتفية أجراها محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع أحمد علي صالح حذره فيها من التقدم إلى عدن مهدداً بـ”إبادة قواته” بشكل كامل، حيث أن الحوثيين لوحدهم غير قادرون بحال من الأحوال على اقتحام مدينة بحجم عدن فضلاً عن السيطرة عليها.

وكان من المتفق عليه بين صالح وايران أن يتم اقتحام عدن والسيطرة علـى المطار والميناء البحري بالتزامن مع وصول قوات ايرانية برية كانت على متن قطع بحرية عسكرية ايرانية تبحر على بعد كيلومترات معدودة من السواحل اليمنية ، حيث طالب صالح بضمانات ايرانية خوفاً من تداعيات سيطرته على عدن ولإجبار المملكة على القبول بالأمر الواقع حيث أنها ستعيد حساباتها بالمواجهة المباشرة مع القوات الايرانية.

ولهذا فإن أولى الخطوات العسكرية التي أعلنت عنها السعودية بعد بدء العملية هو الإعلان عن فرض حظر جوي ـبحري على اليمن حيث حذرت من الاقتراب من أجوائه وموانئه. وفي هذا السياق فقد وصف الصحفي المعروف جمال خاشقجي والمقرب من المسؤولين السعوديين العملية بأنها:”قطعت الطريق امام مشروع سياسي يتوج به احمد ع صالح زعيما بدخوله منتصرا لعدن يدعمه إنزال بحري إيراني بميناء عدن كضمانة”

وبعد ساعات عن الاعلان عن بدء العملية استطاع مسلحون قبليون حلفاء للسعودية من استعادة مطار عدن الذي كان الحوثيون قد سيطروا عليه صباح الأربعاء.

العملية والتي بدا أن المملكة قد ألقت ثقلها لحشد تأييدها والذي امتد من باكستان وحتى المغرب، أظهرت أن السعوديين قد أحسوا بالتهديد يطرق عرش مملكتهم، ولئن بدا الايرانيون -حتى الآن- متفاجئين من الرد السعودي فإن بداية الحرب ليست كنهايتها، وفيما يرى مراقبون أن الايرانيين ماهرون دائماً في امتصاص الصدمات والرد عليها، يخشى الكثير من أنصار السعودية أن لا تمتلك العملية عنصر الاستمرارية والذي لا يمكن بدونه ضمان حصد أفضل النتائج.

أضف تعليق