تدخل بلدة الهامة اليوم يومها الحادي عشر من الحصار المطبق الذي تفرضه عليها حواجز النظام المحيطة بالبلدة، وللوقوف أكثر على تفاصيل الحصار وأسبابه أجرى موقع مرآة سوريا حواراً مع “عابد الشامي” ممثل المجلس المحلي في الهامة ومسؤول العلاقات العامة في المجلس.
– مرآة سوريا: تختلف الحجج التي يضعها النظام في حصاره لمناطق عديدة في سوريا، ما هي الأسباب التي دفعت النظام إلى فرض الحصار على مدينة الهامة؟
– الشامي: نحن كهيئة مدنية وبعد التشاور مع الفصائل العسكرية في البلدة لم نتوصل لسبب واضح للحصار، فالنظام يدّعي اختفاء أحد عناصره في منطقة الهامة.
– هل من معلومات حول هوية العنصر المختفي ودوره الوظيفي بالنسبة للنظام؟
– بحسب رواية النظام فقد اختفى عسكري مجند بتاريخ 21/7/2015 في منطقتنا. وقد نفت جميع الفصائل المسلحة في بلدة الهامة هذه الرواية، واعتبرتها جزءاً من سلسلة الإشاعات الكاذبة التي يطلقها النظام.
– كما تعلم أستاذ عابد فإن مئات المجندين يقتلون يومياً في الشمال السوري ويأسرون على يدي جيش الفتح ويرفض النظام حتى مبادلتهم على أسرى مدنيين في سجونه، ما للذي يعطي هذا المجند أهمية لدى النظام برأيكم كمجلس محلي؟
– العسكري بحسب رواية النظام من أبناء الطائفة العلوية، ولكن كما أبلغتكم لا يوجد أية معلومات عن اختطاف أو قتل هذا العسكري في منطقتنا.
– ما للذي يعطي بلدة “الهامة” أهمية لدى النظام حتى يقدم على حصارها بعد أن أجبرها على المهادنة منذ أكثر من عام؟
– النظام ومنذ تاريخ توقيع الهدنة قام بخرقها –الهدنة-أكثر من 5 مرات وذلك بقصف البلدة أو قنص المدنيين فيها من حواجزه وحالياً بالحصار. فالهامة وقدسيا محاصرتان بالكامل أساساً، وذلك لأن القرى العلوية والقطع العسكرية تحيط بهما من جميع الجهات وتغلق عليهما الطرق.
– كم يبلغ عدد سكان الهامة؟ وكم يبلغ عدد النازحين فيها من غير مناطق؟
– بحسب إحصائية المجلس المحلي تضم الهامة حالياً 35 ألف نسمة، 20 ألفاُ من أبناء المنطقة و15 ألفاً نازحون من مناطق أخرى.
– حدثنا عن تفاصيل الحصار المفروض عليكم.
– الهامة تأخذ طابع المدينة أكثر من الطابع الريفي وبالتالي لا تحوي المنطقة على أراضٍ زراعية، وهذا ما أدى للغياب شبه التام للخضروات. الحواجز المحيطة بالبلدة تمنع الأهالي من الخروج أو الدخول إليها. كما منعت دخول المواد الغذائية بشكل كامل.
– هل يشمل المنع الموظفين الحكوميين والطلاب؟
– يتم السماح لبعض الموظفين والطلاب بالمرور في حالات نادرة جداً، ولكن بالإجمال فقد منع الجميع من الخروج أو الدخول.
– ماذا عن المحروقات والأفران؟
– شهدت أسعار المحروقات ارتفاعاً رهيباً منذ بداية الحصار، حيث بلغت نسبة ارتفاع الأسعار معدل 400%، بينما الفرن الوحيد في المدينة متوقف عن العمل منذ 8 أيام بسبب انعدام مادة دقيق القمح في المنطقة. بالإضافة لانقطاع العديد من المواد الغذائية من الأسواق وأهمها مادة السكّر.
– ماهي شروط النظام لفك الحصار عن المنطقة؟
– إعادة العسكري الذي يدّعي النظام أنه فُقد في البلدة. ولكن الأمر الذي يدعو للحيرة هو عدم وجود عسكري أساساً!
– هل طرح النظام عليكم حلولاً بديلة لفك الحصار؟
– أبداً، النظام مصرّ على استعادة العسكري الذي لم يختفي في المنطقة. وهذا الأمر يجعلنا جميعاً في الهامة نقف حائرين، كيف سينهي النظام الحصار. المشكلة الرئيسية في الهامة أن حصارها يختلف عن حصار الغوطة، ففي الغوطة يوجد مساحات واسعة بالإمكان استثمارها في الزراعة وبالتالي سد حاجة الأهالي في بعض النواحي الغذائية، وامتداد المناطق المحاصرة في الغوطة يساعد على تهريب بعض المواد الغذائية من قرية لأخرى. أما في حالة الهامة فلا يوجد أي حلول للحصار كما أبلغتكم، نحن محاصرون أساساً بالقطع العسكرية والقرى العلوية. وفي حال لم يتم فك الحصار قريباً جداً، نحن بالتأكيد على أبواب مأساة إنسانية حقيقية قد تفوق كل ما حصل من مآسٍ في الثورة السورية منذ بدايتها حتى اليوم.
إن حصار الهامة والغوطة والوعر وغيرها من المناطق السورية بشكل علني ومفضوح من قبل النظام السوري يثير كثيراً من الشكوك حول فعالية ونوايا المنظمات الدولية الداعية لحل سياسيّ في الملف السوري. فعجز هذه المؤسسات عن انتزاع ممرات إنسانية لهذه المناطق المحاصرة يؤكد نوايا النظام بعدم الالتزام بأي اتفاقية أو عهد، مما يعني عدم تعلم النظام أي درس من هذه الثورة التي أفقدته السيطرة على أكثر من ثلثي مساحة سوريا.