فساد “الفرقة17” العسكري، قصة حاضرة لا تغيب بين أتباع الأسد

لا تزال قصص الفرقة “17” الشهيرة في الرقة تطفو على السطح مع منشورات أبناء “القتلى” أو الجرحى أو من استطاع النجاة منهم، على مواقع التواصل الاجتماعي.

هذه الفرقة التي تعرضت لحصار مطبق من قبل تنظيم الدولة، و كانت تحوي بالإضافة إلى ضباط و مجندي الفرقة، عناصر الأسد و ميليشيات الدفاع الوطني الفارين من مناطق “الرقة” التي استطاعت المعارضة و من ثم تنظيم الدولة السيطرة عليها.

قبل أن يتمكن مقاتلو التنظيم من اقتحام الفرقة و اعلان السيطرة عليها بشكل كامل في 26/07/2014، بدأت الكثير من قصص الفساد داخل الفرقة تحكى بين المؤيدين لنظام الأسد، أبطال هذه القصص الضباط و المجندون “المدعومون” و أصحاب الواسطات العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية.

و قد وجه مؤيديون أصابع الاتهام إلى عدد من الضباط الذين تمت ترقيتهم من قبل قياداتهم العسكرية مكافأة لهم على “صمودهم و تضحياتهم” في الفرقة، المؤيديون وجهوا أصابع الاتهام بالفساد و استغلال الوضع لهؤلاء الضباط، والذين ذكر منهم: علي النقري، رباح عاصي، روبين خليل، سالم عيسى، عيسى عيسى، رامي عزام، و آخرون.

جلّ الاتهامات كانت توجه بخصوص احتكار المأكولات و المشروبات التي كانت تصل الموجودين في الفرقة عبر إلقائها من المروحيات العسكرية، إذ أن الفرقة كانت محاصرة تمامًا من قبل تنظيم الدولة، و لا يوجد لها أي طريق بري يصلها بمناطق موالية للنظام.

لم تفتأ “ريم العلي” عن نشر قصّة والدها باستمرار – كما قالت – على مواقع التواصل الاجتماعي، و على المواقع الموالية للنظام و المساندة له، لتكشف “حقيقة الخيانة العظمى” لبعض الضباط “المكرمين” في الفرقة، الذين كانوا سببًا لقتل والدها و آخرين.

“العلي” تقول في قصتها عن والدها بأنّه كان من بين الجرحى المصابين، و قد اتخذت قيادات الفرقة قرارًا بإخلاء الجرحى عبر المروحيات العسكرية قبل إخلاء غيرهم، إلا أنّ عشرات الضباط و المجندين” المدعومين” وصلوا دمشق و اللاذقية بينما تتعفن جروح والدها ليصاب أخيرًا بسرطان في الكلية نتيجة المياه “الزرنيخية” التي كان يشربها “اللي مالون حدا” من مستنقعات الفرقة.

أحد الضباط الذين حضروا “مأساة الفرقة 17” كما يطلق عليها مؤيدون للنظام، و يدعى “توفيق حاتم”، قال في منشور على صفحته الشخصية على الفيسبوك بعد أن استقر به الحال في مسقط رأسه ببلدة “رسيون” التابعة للقرداحة: “شكلت مع باقي الضباط الموجودين في الفرقة 17 غرفة عمليات مشتركة، كنا نشرف على كل شيء في الفرقة، و كانت المأكولات و المشروبات تصل الغرفة ثم نقوم بتوزيعها على العناصر، إلا أننا اكتشفنا أن معظم ضباط هذه الغرفة كانوا يحتكرون المأكولات التي يستلمونها على أن يتولوا مسؤولية توزيعها على فرقهم، يحتكرونها في غرفهم الخاصة و يتركون العناصر دون طعام و شراب لأيام”.

ملفات “الفساد العسكري” يحرص النظام على عدم تداولها، و يتولى مجندوه في أجهزة المخابرات و الأمن مسؤولية دحضها و نفيها، بوصفها “عداء للقيادة” و “نيل من هيبة الدولة و الجيش العربي السوري”، و “مس بالقيادة الحكيمة لبشار الأسد”، و غيرها من المسميات التي حرص “حزب البعث” على نشرها طوال أكثر من 40 عامًا مضت.

أضف تعليق