لم يدر بخلد معظم أهالي حمص أن ينتهي جيش التوحيد بهذه الطريقة بعد أن عولوا عليه الكثير تجاه تحريك الجبهات النائمة وتحسين ظروف حياة المواطنين في المناطق المحررة من جهة تعزيز سلطة المحاكم الشرعية ومطاردة الخارجين عن القانون، فالخلافات الداخلية الكبيرة بين الفصائل المندمجة في الجيش حول القيادة والتمثيل إضافة إلى كسر بعض قادته لقرارات الهيئة الشرعية والتي كان من المفترض أن يكون الجيش حامياً لها ومنفذاً لقراراتها أدت بالمجمل لوضع التوحيد في موقف حرج.
بداية الشرخ في جيش التوحيد بحسب ما أفاد مراسل موقع مرآة سوريا في ريف حمص الشمالي حدثت مع هروب “رافد طه” القيادي في تنظيم الدولة والذي شن حرباً على التوحيد أثناء انشغاله بمعارك مع النظام على الجبهة الغربية لمدينة تلبيسة، وفي التفاصيل فقد قام منهل الضحيك نائب قائد جيش التوحيد بإخراجه من محبسه بحجة تغيير مكان أسره لينتهي الأمر بهروب غامض لقيادي الدولة والذي هدد معظم قادة حمص بالقتل بعد الحكم بـ”ردتهم عن الإسلام”.
وتتابعت الأزمة مع تهريب مجموعة من عملاء النظام من سجن التوحيد والواقع تحت سيطرة القيادي منهل الضحيك، لتحدث بلبلة داخلية داخل الجيش بدأت بهجوم لعناصر تابعين للضحيك على مقر الهيئة الشرعية والذي كان يحتجز فيه العناصر المسؤولون عن تهريب عملاء النظام، ولتصدر الهيئة الشرعية في تلبيسة بيانات مرتبكة خلال فترة قياسية اتهمت فيها الضحيك أولاً بالتمرد على قرارتها ثم عادت لتبرئه من قضية تهريب عملاء النظام ولكن دون أن تأتي على ذكر قضية تهريب “والي تنظيم الدولة” في حمص.
أول المنسحبين بشكل رسمي من جيش التوحيد كان فصيلاً مقاتلاً يعرف باسم “تجمع جند بدر ألوية 313” ،والذي أصدر بياناً ضبابياً لم يذكر سوى عبارات عامة عن أسباب انسحابه من جيش التوحيد أجملها بـ”ببعض التجاوزات” كما لمح لعدم رضاه عن كونه” جسراً لأي رغبات خارجية في قتال تشكيلات أخرى” على حد وصف البيان.
وقد أثار ذلك البيان حفيظة عدد كبير جداً من نشطاء مدينة تلبيسة الموالين لجيش التوحيد، متهمين شخصاً يدعى “أسامة الحمصي” بأنه وراء شق صف الجيش حيث شنوا عليه حملة شعواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي نعتوه فيها بأبشع الصفات وحملوه مسؤولية ماجرى في حين أثنى العديد من أنصار اللواء 313 على خطوة الانسحاب متهمين ضمناً مسؤولي جيش التوحيد بالاستغراق في الخلافات الداخلية والابتعاد عن العمل العسكري.
وبحسب مراسل الموقع فقد تبع انسحاب “جند بدر” من جيش التوحيد انسحاب ممثل المجلس العسكري في تلبيسة النقيب وليد المحمد والذي قام باستعادة عتاده وذخيرته من مستودعات التوحيد ولكن دون أن يعلن انسحابه بشكل رسمي، وفي الوقت نفسه فإن قائد جيش التوحيد والمعروف بـ”أبو مؤيد” يتعرض لضغوطات كبيرة من مقاتليه للانسحاب من جيش التوحيد والعودة لتشكيلهم السابق حركة أحرار الشام الإسلامية.
وفي سياق متصل يستميت من تبقى في جيش التوحيد في عدم الإعلان الرسمي عن حله، حيث علم موقع المرآة أن مفاوضات تجري بين ممثلي التوحيد في الخارج وبين المعارض المعروف رامي الدالاتي والذي طلب تفويضاً رسمياً من جيش التوحيد ليضمن مقعداً في مجلس الثلاثين العسكري والذي يتم بحث تشكيله من جديد حالياً.
وبغض النظر عن المصير النهائي للتوحيد بين الإعلان عن حله أو تحوله لبنية جامدة كمثل العشرات من البنى والتشكيلات العسكرية التي لم يبقى منها سوى الاسم، فإن العديد من النشطاء يرون أن فصائل حمص ضيعت فرصة ثمينة باتجاه رص وتوحيد الصفوف بسبب الخلافات العميقة في التوجهات والحرص على المناصب والتمثيل في الخارج.