قامت مؤسسة خيرية محلية في مدينة عربين بريف دمشق بإنشاء مدينة لألعاب الأطفال تحت الأرض حملت اسم “أرض الطفولة”.
مراسلنا في ريف دمشق قصد عربين واستطلع آراء عدد من الناس في المدينة التي تتعرض لحصار خانق من قبل قوات النظام منذ نحو 3 سنوات.
“أبو محمد” (42 عامًا) أب لثلاثة أطفال، قال إن مدينة الألعاب هذه تعد فريدة من نوعها، كونها تجلب السعادة و البهجة إلى أطفال منطقة يحيط بها الموت من كل جانب”.
“خيرية وهبي” (32 عامًا) و هي نازحة من دوما، لديها طفلة واحدة، أبدت إعجابها بالمدينة و قالت :”كانت طفلتي تخرج لتلعب ببقايا ألعاب الأطفال الموجودة في الشوارع، و في كثير من الأحيان كانت تركض إلى المنزل خائفة عندما تسمع صوت القذائف”.
أما الطفل “عبد الحليم” فقال إنّه يتمنى أن يستطيع الوصول إلى هذه المدينة، فأهله لا يسمحون له و لإخوته باللعب في الشارع خوفًا من أي قذيفة أو غارة للطيران الحربي.
الطفلة “لانا” قالت لمؤسسي هذه المدينة :”أنا أول مرة بشوف هي الشغلات الحلوة”، حيث لم تسمح لها ظروف الحصار و هي ابنه الست سنين أن تعرف ألعاب الأطفال، و مدن ترفيههم!.
مؤسسة “توادّوا” الخيرية المحلية و العاملة في غوطة دمشق الشرقية أوضحت على صفحتها على موقع الفيسبوك أنّ هذه المدينة عبارة عن مجموعة أقبية بمساحة 1000 متر مربع متصلة ببعضها البعض عبر أنفاق لحماية الأطفال من القصف.
و قالت :”يشرف على إنشاء المدينة و العناية بها مهندسون مختصون، يحاولون خلق جو قريب من جو الحدائق ضمن هذه الأقبية، في ظل صعوبات في تأمين المواد تحت الحصار”.
و تتضمن المدينة عدة أقسام تم تجهيزها و إعدادها لتلائم الأطفال حسب أعمارهم المختلفة، و تحتوي على مدرّج للعروض و المحاضرات و التدريب النفسي.
و يستوعب هذا المشروع في جميع أقسامه نحو 700 طفل، و حول أهدافه قالت المؤسسة :”يهدف المشروع إلى تأمين جو من السعادة لإخراج الأطفال من جو الحرمان الذي يعيشونه في ظل الحرب والقتل والدمار والحصار، كما أنّ له هدف توعوي كبير لسد حاجة الأطفال التعليمية، كما أنّ هذا المشروع يؤمن 50 فرصة عمل”.