حمص في المعتقدات العلوية: معركة قرب تل النصر يصبح فيها الدم لـ”الركب” ويباد العلويون

مرآة سوريا: شكل عدم حسم النظام حتى الآن لما تبقى من جيوب للمعارضة السورية المسلحة في محافظة حمص لغزاً حير المتابعين للملف السوري، فالعديد من الخبراء العسكريين يشككون بمايتداوله بعض نشطاء الثورة حول عدم قدرة النظام على اقتحام كل من حي الوعر وريف حمص الشمالي، وبحسب هؤلاء الخبراء فإن النظام يستطيع اتباع سيناريو القصير لإعادة السيطرة على الريف الشمالي المنهك والمحاصر والذي تسوده النزاعات بين قادة الجماعات المسلحة المختلفة، في حين أن حي الوعر في المدينة لا يحتاج سوى لبعض الضغط العسكري لتنهار دفاعاته التي أنهكتها أيضاً الخلافات بين الجماعات المتناحرة فيما بينها.

إقرأ أيضاً: الصندوق الأسود لـ”مجلس الملّة” العلوي..ذراع خفي في تركيا منذ التسعينات يشكل اليوم تكتلاً علوياً ضد العدالة والتنمية

وبعيداً عن حقيقة القدرات العسكرية لكلا الطرفين، فإن شخصيات عديدة في المعارضة السياسية صرحت غير مرة أن سكون الوضع في حمص يعود لتوافق دولي تم فرضه على النظام والمعارضة معاً حتى تسوية الملف السوري برمته، حيث يطغى البعد السياسي بحسب هذا الرأي على تثبيت الوضع لتصبح كل المعارك التي تحدث عبارة عن مناوشات لا يمكنها تغيير الوضع القائم.

وفي ظل الحشود العسكرية التي جمعها النظام يوم أمس حول ريف حمص الشمالي “مستقوياً” بالتدخل الروسي الذي ارتكب طيرانه عدة مجازر عند أول تدخلاته في المنطقة، بدأت تنتشر في الأوساط العلوية مخاوف تحقق “نبوءات” وردت في بعض المخطوطات العلوية القديمة والتي يحتفظ بها كبار مشايخ العلويين المنتظمين فيما يعرف بـ”مجلس الملة العلوي”.

وبحسب تلك “النبوءات” فإن حمص التي يعتبرها العلويون عاصمة دولتهم ستكون محاولة السيطرة الكاملة عليها بداية النهاية بالنسبة لهم، وهذا مايفسر الحذر الكبير الذي تبديه قوات نظام الأسد تجاه حسم المعركة في منطقة ريف حمص الشمالي.

وتسود اليوم حالة من السخط بين أبناء الطائفة العلوية في مدينة حمص بالذات، حيث بدأت تخرج بعض الأصوات التي تتهم النظام بالرضوخ لرغبة روسيا وإيران في السيطرة على كامل حمص، متجاهلة “نبوءات” الجفر وتحذيرات “المشايخ” حول ما أسموه “معركة الهلاك” والتي ستجري قرب موقع مقبرة حمص الشهيرة في منطقة “تل النصر” حيث “سيقتل الكبار ويذبح الرضع وتسبى النساء ولن يبقى لنا مكان لنعود إليه …يادم أولادك ياعلي صار للركب” بحسب ما يرويه بعض العلويين عن مشايخهم.

وحول الوضع باختصار يقول “أحمد” وهو من أبناء مدينة حمص الذي مازال بحكم عمله على اتصال مباشر بأبناء الطائفة العلوية: “العلويون
خائفون بل خائفون جداً..ولايعرفون من يصدقون كلام مشايخهم أم كلام بوتين وقاسم سليماني!!!”

أضف تعليق