فندق خمس نجوم لرفاهية الحيوانات في مسقط

أقام العماني عادل الجمري مشروعا فريدا من نوعه في مسقط يوفر الرعاية والإقامة للكلاب في ظل الاهتمام المتزايد بها في البلاد.

ويقول صاحب مشروع “بيت كير” إن من بين الأسباب التي شجعته على إقامة هذا “الفندق”، هو “التغير الكبير في الفكر والثقافة، فقد غير كثيرون نظرتهم السابقة إلى الكلب على أنه حيوان نجس، وأصبحوا ينظرون إليه على أنه حيوان وفي”.

ويمتد فندق بيت كير المؤلف من طابقين، والتابع للمركز البيطري للعناية بالحيوانات الأليفة، على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، ويضم 35 غرفة وعيادة بيطرية وقاعات للاهتمام بالكلاب وتنظيفها، وبركتين بحجم حوض استحمام.

ومع أن الأوساط الدينية مازالت تتشدد في تحريم اقتناء الكلاب، إلا أن هذه الحيوانات الوفية تحظى باهتمام متزايد في سلطنة عمان لا سيما من الأجيال الشابة.

وتختلف المذاهب الإسلامية بين من يرى منها أن الكلاب نجسة كلها، وبين من يرى أن النجاسة تقتصر على لعابها أو وجوب العناية بتنظيف الأواني من لعابها، إلا أن جواز استخدام الكلاب للحراسة والصيد لا خلاف عليه.

ويقول محمد وسيم، وهو مدير متجر للحيوانات الأليفة، “ثمة إقبال كبير على شراء الحيوانات الأليفة ومنها الكلاب، بخاصة من قبل الجيل الجديد أو الشباب”، وإن كان الكثير من العمانيين لا يحبذون هذه العادة ويرون فيها تشبّها بالأجانب المقيمين بينهم.

ويقول سالم الغنيمي، الذي ينحدر من ولاية القابل (170 كيلومترا عن العاصمة)، “الاتجاه إلى تربية الكلاب والقطط جديد علينا في السلطنة، وجاء بحكم تغيّر العادات والتقاليد، وبالنسبة إلى البعض للتقليد أو محاكاة الآخرين والأجانب”.

ويضيف “هذا التطور والتغير في العادات والتقاليد حدث في العاصمة مسقط، ففي الولايات وخارج مسقط لا يزال الكثيرون ينظرون إلى تربية الكلاب على أنها حرام، ولا يزال هناك نوع من التشدد ورفض تربيتها”.

وهذا الميل الجديد المسجل في المجتمع العماني جعل من فندق الكلاب مشروعا تجاريا مربحا. ويوفر الفندق في مسقط كل متطلبات العناية والاهتمام بالكلاب، وإن كان ذلك بكلفة مالية ليست بقليلة.

ويقول مديره أيوب علي الوهيبي “يستقبل فندقنا ضيوفه الكلاب من أصحابها من العمانيين والوافدين علينا من الكثير من الجنسيات، أبرزهم من البريطانيين والأميركيين، وتتراوح مدة الإقامة والاستضافة بين ليلة واحدة وتصل أحيانا إلى 3 شهور”.

ويعاون الوهيبي 9 موظفين كلهم من العمانيين، بينهم طبيبان بيطريان. ويتولى الباقون الاهتمام بعملية سكن الكلاب ورعايتها، والاهتمام بغرفها وإعطائها حصة لياقة بدنية يومية مدتها ربع ساعة.

كما يوفر الفندق كل مقومات الدلال من التطعيم والرعاية الطبية إلى الاستحمام وقص الأظافر وتصفيف الوبر. ويتنوع “النزلاء” بين فصائل عدة مثل “تشيواوا” و“غولدن رتريفر”.

ويوضح عزان أحمد الزدجالي، المدير الإداري للفندق وأحد مدربي الكلاب، أن “كلفة الليلة بما فيها الإقامة والطعام تبلغ ثمانية ريالات عمانية (زهاء 20 دولارا أميركيا). وتنخفض الكلفة إلى ستة ريالات إذا أستثني الطعام، بينما تراوح الكلفة للكلاب الصغيرة بين ثلاثة وخمسة ريالات”.

وتتعدد الأسباب التي تدفع بالعمانيين إلى وضع كلابهم في الفندق، ومنها الاهتمام بها عند السفر أو أثناء الغياب الطويل عن المنزل أو تدريبها أو إبعادها عن الأطفال في أوقات الدراسة.

وفي ظل الإقبال المتزايد، يشكل “بيت كير” نقطة التقاء للعديد من هؤلاء الذين يأملون في أن تصبح مسقط، ملتقى لنشاطات متصلة بهذه الحيوانات. ولدعم هذا المسعى يقام كل يوم جمعة عرض للكلاب في أحد متنزهات العاصمة العمانية.

وتقر لمياء البكري التي اقتنت قطة أن الاعتناء بها يكلفها أحيانا أكثر من 20 بالمئة من راتبها الشهري، إلا أنها على الرغم من ذلك تعتبر أن تربية الحيوانات الأليفة “شيء جميل، خاصة أننا في ظل هذا الزمن الذي أصبح فيه بعض الحيوانات أكثر وفاء من البشر”.

 

المصدر: فندق خمس نجوم لرفاهية الحيوانات في مسقط

أضف تعليق