في حوار سابق.. بشار الأسد: لا صلة لنا بتنظيم الدولة، و الجيش لا يقتل المدنيين

نشرت وكالة أنباء النظام “سانا” حوارًا أجرته مجلة “باري ماتش” الفرنسية مع رأس النظام السوري “بشار الأسد” بتاريخ 04 12 2014، و قد استعرضت المجلة خلاله آراء “الأسد” في العديد من القضايا الداخلية في سوريا و علاقة نظامه مع الدول الأخرى.

“الأسد” اعتبر في الحوار الذي اطلع عليه موقع “مرآة سوريا” أنّ قوات الأمن و الجيش كانا ضحية “الإرهاب” منذ الأيام الولى للاحتجاجات التي اندلعت منتصف آذار،مارس 2011، مؤكدًا على وجود “عدد قليل من المظاهرات”، مبررًا تدخل الجيش و الأمن في قمعها بـ “الدفاع عن الشعب ضد الإرهابيين”.

و أنكر “الأسد” الذي تتهمه منظمات حقوقية دولية بارتكاب جرائم حرب في سوريا، أن يكون الجيش قد قصف مناطق المدنيين، أو أن يكون قد تورط بقتلهم، “لو لم ندافع عن الشعب لما كنا قادرين على الصمود.. وبالتالي إن القول بأننا نقصف المدنيين هو كلام غير منطقي”، بحسب ظنّه.

و في ردّ على سؤال الصحفي الذي يجري الحوار معه، حول 190 ألف قتيل ي سوريا و تدمير مدن بالكامل، قال “الأسد”:”أولا.. علينا أن ندقق إحصائيات الأمم المتحدة.. ما مصادرها… الأرقام التي تطرح الآن في العالم وخاصة في الإعلام هي أرقام مبالغ فيها.. غير صحيحة. ثانيا.. صور الدمار موجودة ليس فقط من الأقمار الصناعية.. هي موجودة فعليا على الأرض.. هي صحيحة.. ولكن عندما يأتي الإرهابيون إلى منطقة ويحتلونها فعلى الجيش أن يقوم بتحريرها وتحصل معركة فمن الطبيعي أن يكون هناك دمار.. ولكن في معظم الحالات.. عندما يدخل إرهابيون إلى منطقة فالمدنيون يهربون منها”.

“الأسد” نفى للصحفي أي صلة لنظامه بتنظيم الدولة و تشكيله، مذكرًا بأنّ التنظيم هاجم مطارات عسكرية و قتل المئات من العسكريين و سيطر على مدن و قرى، و اتهم “الولايات المتحدة الأمريكية” بأنّها هي من أسست تنظيم الدولة، و قال:”إنّ الحقيقة أن /داعش/تأسست في العراق عام/2006/.. أمريكا هي من احتل العراق وليس سوريا.. أبوبكر البغدادي كان في سجون أمريكا ولم يكن في سجون سورية”، و أضاف متسائلًا:” من أسس/داعش/… سوريا أم الولايات المتحدة؟”.

“الأسد” نفى أيضًا أن تكون ضربات التحالف الدولي قد ساعدت نظامه في الحرب ضد تنظيم الدولة، موضحًا أنّه ” لا يمكن أن تقضي على الإرهاب من الجو.. ولا يمكن أن تحقق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوات برية ملمة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرك معها في الوقت نفسه.. لذلك بعد أكثر من شهرين من حملات التحالف.. ليست هناك نتائج حقيقية على الأرض بهذا الاتجاه. فالقول بأن ضربات التحالف تساعدنا غير صحيح.. لو كانت هذه الضربات جدية وفاعلة فسأقول لك إننا سنستفيد بكل تأكيد.. ولكننا نحن من نخوض المعارك على الأرض ضد/داعش/ولم نشعر بأي تغير وخاصة أن تركيا مازالت تدعم/داعش/مباشرة في تلك المناطق”.

و هاجم “الأسد” الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند”، و اتهم حكومته بأنها حكومة غير مستقلة تتبع لأمريكا و قطر، و بأنّه – أي هولاند- يحظى بشعبية في فرنسا قريبة من شعبية “داعش”، مبديًا استعداده للتعاون مع أي مسؤول أو حكومة فرنسية “تعمل من أجل المصلحة المشتركة”.

و في ردّ على سؤال حول استخدام الجيش للكلور في القصف، قال “الأسد”:” يمكن أن تجد الكلور في أي منزل في سوريا.. كل إنسان لديه كلور.. وأي مجموعة تستطيع أن تستخدمه.. لكننا لم نستخدمه.. لأن لدينا أسلحة تقليدية أكثر فاعلية من الكلور.. ولسنا بحاجة لاستخدامه.. ونحن نقوم بحرب على الإرهابيين ونستخدم السلاح التقليدي دون أن نخفي ذلك أو نخجل منه وهذا حقنا.. وبالتالي لسنا بحاجة للكلور.. إن هذه الاتهامات لا تفاجئنا.. فمنذ متى يقول الأمريكيون شيئا صحيحا حول الأزمة في سوريا.”

و أنكر “الأسد” استخدامه للسلاح الكيماوي في القصف، متجاهلًا أكثر من 1800 قتيل مدني معظمهم من الأطفال قتلوا إثر قصف كيماوي على بلدات ريف دمشق و قال:” لم نستخدم هذا النوع من الأسلحة.. ولو استخدمناها في أي مكان لقتل عشرات وربما مئات الآلاف من الناس.. هذه الأسلحة لا يمكن أن تقتل.. كما قيل في العام الماضي 100 أو 200 شخص فقط.. وخاصة في مناطق فيها على الأقل مئات الآلاف وربما الملايين من السوريين.”

و ختم رأس النظام الذي أدخل المحتل الإيراني و الروسي و الشيعي الطائفي إلى سوريا – بحسب مراقبين – حواره بالتعبير عن أسفه و خيبة أمله من مواقف الدول الغربية تجاه الأزمة السورية، و “وقوفهم إلى جانب الإرهاب و دعم الإرهابيين”، واصفًا السعودية و قطر بأنهما من دول “العصور الوسطى” و “الدول المتحالفة مع الإرهاب”.

أضف تعليق