هذه الصورة لخالدية اللاجئة..
التُقطت في منزل ابنها المستأجر في شمال لبنان..
منذ عامين فرّت من سوريا هرباً من القصف والموت والدمار.
وصلت خالدية إلى لبنان، ولا تزال حتى الآن في حالة عقلية جيدة..
تستطيع أن تذكر أسماء أبنائها الاثنَيْ عشر وأحفادها الثلاثين، وعدّة أسماء من أبناء أحفادها..
هي الآن تعيش مع عائلة أحد أولادها، وتعلم الضائقة التي يمرون فيها..
رجتهم أن يبيعوا خاتم زواجها لتغطية نفقاتهم اليومية، ولكنّهم رفضوا.
تتذكر خالدية عائلتها.. أمها وأبوها وأخوتها..
هي أكبر من أشقائها جميعهم، ولها أخوان توأمان توفيا منذ زمن..
كان عندها صورة لهما، تحتفظ بها منذ عشرات السنين..
لكن الصورة فُقدت أثناء فرارها من سوريا..
ظلت الصورة في ذاكرتها، ولا تزال تتخيلها كلّ صباح، وتتحسر على فقدانها..
يظهر التوأمان في الصورة ولدين صغيرين واقفين بجانب والدتهما وممسكين بيدَيْها..
تتذكر خالدية زوجها الراحل.. كان أصغر منها، وكان برتبة لواء في الجيش..
وتروي خالدية بفخر: كان يحبّني”.
وكانت تقول: من أغلى ذكرياتي معه، حين كان يقدم لي برتقالةً كل يوم.
كان يقشّرها ويقدّمها لي..
وتقول خالدية ابنة المائة وثلاثة أعوام: على الرجال دائماً تقشير البرتقال للنساء “.