اضطرت فطومة للهرب من الموت في سوريا عام 2013..
كانت فطومة الأكثر نشاطاً في قريتها في سوريا..
وهي اليوم كلاجئة في لبنان تعاني من حالة صحية سيئة.
يقولون عن فطومة إنها كانت أشبه بأسطورة في القرية..
في حضورها يقولون: قبل ظهور الآليات الثقيلة، كانت فطومة تتفوق على الرجال في العمل بالحقول..
تشعر فطومة بالسعادة من هذا المديح، وتقول ضاحكةً: كنت أتسابق أنا والرجال في أيام الحصاد.. كنت أسبقهم.. كل واحد منهم يحصد رقعة واحدة في الساعة، وأنا أحصد ثلاث رقع..
فرت فطومة من شمال سوريا إلى لبنان في أوائل العام 2013 على متن سيارة مع ابنها محمد، وعمره 66 عاماً، وزوجته وأطفالهما الخمسة..
واليوم تشعر فطومة بالمرض الشديد، ولكنّها لا تعرف السبب..
تقول بيأس: لا يمكن للأطباء معالجة المرض الذي أعاني منه..
وتمسك فطومة راسها بيديها وتغمض عينيها وتقول: لن أشفى إلا إذا عدت إلى قريتي في سوريا..
ابنها محمد يحتفظ بكافة وثائق العائلة في حقيبة صغيرة..
يُخرج منها أحياناً بطاقة هوية والده ويعيطها لوالدته فطومة..
تمسك فطومة البطاقة بيدَيْها، وتقبّل صورة زوجها، ثم تخفي وجهها عن الناس لكي لا يرى أحد أنها تبكي..
يقول ابنها محمد: كانت ملكة العالم، وها هي هنا اليوم في لبنان تعيش غربتها دون عرش..