في بلاد الاغتراب.. المولود السوري لا يحصل على وثيقة إثبات وجود

اللاجئون السوريون خرجوا من الوطن وتخلصوا من خطر القذائف، ولم يعودوا يسمعون أصوات الانفجارات، ولكن معاناتهم صارت أكبر والمآسي ازدادت حدة، وصاروا بين حين وآخر يواجهون صعوبات جديدة لم تكن بالحسبان..

ومن هذه الصعوبات التي تعاني منها الأسر اللاجئة، هي الأطفال الذين يولدون في لبنان، حيث لا يستطيع أهاليهم أن يحصلوا على شهادة ولادة رسمية تثبت هويتهم وأسماءهم وأسماء عائلاتهم..
عند قدوم اللاجئين السوريين إلى للبنان عموماً، وعرسال خصوصاً، تكفلت مفوضية الأمم المتحدة بتسجيل عوائل اللاجئين، مع صورة كل شخص منهم، لأن بعض الأفراد، وبسبب ظروف الحرب في سوريا فقدوا أوراقهم الثبوتية، وعندما تم تسجيلهم في مفوضية الأمم المتحدة، أصبحت الوثيقة الصادرة عن عنها هي الوثيقة الرسمية لتلك العائلات..
وكانت الأسرة التي يصبح لديها طفل جديد، كانت تأخذ موعداً من المفوضية ويسمى ( موعد إضافة ) تتم فيه إضافة المولود الجديد إلى نفس الورقة الخاصة بعائلته..
ومع مرور الأيام والشهور نشأت زيجات جديدة، ووضع أسري جديد، دون أن تُسجّل العائلة الجديدة في مفوضية الأمم، لعدم توفر الإثباتات الضرورية، ثم يولد أطفال جدد لهذه العائلة أو تلك.. والسؤال: ما هو مصير هؤلاء الأطفال..!!؟..
هذا السؤال طرحه مراسل ” مرآة سوريا ” على أبو أحمد فقال:
حين خرجنا من بلدنا، لم يكن لدى ابنتي أوراق رسمية تثبت شخصيتها، وعندما وصلنا إلى عرسال ذهبنا إلى مفوضية الامم، وأصبحت ورقة الأمم هي هويتها الوحيدة، ثم فيما بعد تزوجت وزوجها غير مسجل في المفوضية، مثله مثل الكثير من الشباب، ثم أصبح لديهما طفل الآن، ولا يمكن تسجيله في مفوضية الأمم لعدم وجود عقد زواج مصدق من قبل المحكمة الشرعية..
ثم يتابع أبو أحمد حديثه: ولكي يحصل صهري على مثل هذا العقد يتوجب عليه أن يدفع ما يقارب100 دولار، وهو بالكاد يستطيع تأمين مصاريف الزواج، فالحياة صعبة جداً في عرسال.. وحتى لو استطاع ذلك، وحصل على عقد زواج شرعي فإن مفوضية الامم المتحدة أوقفت تسجيل العائلات الجديدة، لأنها غير قادرة، كما تقول، على استيعاب عائلات سورية لاجئة جديدة بسبب نقص التمويل..
هذا ما يقوله أبو أحمد، أما أم محمد فتقول: أنجبت طفلاً منذ ثلاثة شهور واتصلت بمفوضية الأمم لكي أضيف طفلي إلى ورقة العائلة، وبعد الكثير من المحاولات تم إعطائي موعداً للتسجيل، ولكن قبل الموعد بيومين اتصلت الأمم وقالت إن الموعد تم تأجيله، ولحد الآن لم يتم تسجيل طفلي، وهو بلا وثيقة تثبت أنه ابني، وما يشغل بالي فيما إذا خرجنا من عرسال إلى مكان آخر، فقد لا أستطيع إخراج طفلي معي، لأنني لا أملك أي إثبات على أنه طفلي..
هذا هو حال الأطفال السوريين في مدينة عرسال وفي لبنان بشكل عام، فهم من ناحية لم يعد لهم وطن ينتمون إليه، ومن ناحية أخرى ليس لهم هوية تثبت وجودهم في بلاد الاغتراب..

أضف تعليق