ما حقيقة “جواز سفر الإئتلاف”؟ و هل يعد حلًا لمشاكل الإقامة بالنسبة للاجئين السوريين؟

تبقى مشكلة “جواز السفر” من أكبر المشكلات التي تواجه اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا أو حتى في الدول الأخرى التي قصدها اللاجئون بعد هروبهم من بطش نظام الأسد.

“مرآة سوريا” اطلعت على واقع هذه المشكلة و شخّصت مدى معاناة اللاجئين منها، من حيث عدم وجود جواز سفر أو انتهاء مدة صلاحيته.

محمد عز الدين (35 عامًا) أحد اللاجئين في مدينة “كهرمان مرعش” التركية قال:”لا أملك جواز سفر، و قدمت إلى تركيا خوفًا على عائلتي من براميل النظام المتفجرة في حلب، و قد منحتني الحكومة التركية بطاقة إثبات شخصية “بطاقة ضيف” لتنظيم وجودي في أراضيها”.

و أضاف:” لا شكّ أن هذه البطاقة تمنحني عدة تسهيلات قدمتها الحكومة التركية الممثلة بالبلديات و الهيئات الاخرى في المناطق و المحافظات، لكن بالتأكيد إنني أطمح لأن يكون وجودي قانونيًا تمامًا في تركيا خوفًا من تغيرات المستقبل، و هذا ما يجعلني أهتم جدًا بمتابعة أية تحديثات تتعلق بجوزات السفر”.

أما أبو محمد لطوف (55 عامًا) فقال:” كان لدي جواز سفر، لكن قوات النظام عندما اقتحمت منزلي في حمص مزقت كل الأوراق الرسمية الخاصة بي و بعائلتي، فلم تبق لي جواز السفر و لا دفتر العائلة و لا الهويات الشخصية حتى”.

محمد السبسبي (22 عامًا) من أبناء مدينة حلب قال إنّه يسعى للحصول على جواز سفر بهدف تنظيم وجوده في تركيا، و الحصول بعد سنوات على الجنسية التركية، لأن “الجنسية السورية لم يعد لها أي مستقبل” على حد تعبيره.

و رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا و سوريا، فإن القنصلية السورية في اسطنبول ما زالت تقدم “خدماتها” للسوريين الموجودين في تركيا، و قد أعلنت منتصف الشهر الماضي عن تسهيلات و آلية عمل جديدة تتعلق باستخراج الجوازات و تجديدها، و دون الحاجة إلى إجراء “دراسة أمنية” كما تناقل اللاجئون.

إلا أنّ هذه التسهيلات لم تر النور بعد، و ما زالت حبرًا على ورق، في ظلّ استمرار المعاملة السيئة للمراجعين الذي يضطرون لـ “حجز دور” و “الرباط” في شارع القنصلية في اسطنبول ليلة كاملة مع بضع ساعات من النهار وسط تحمل الإهانات و الشتائم من قبل موظفي القنصلية.

و مع بدايات هذا الشهر تم الإعلان عن آلية جديدة لاستخراج جوازات السفر أطلق السوريون عليها اسم “جوازات الإئتلاف” رغم أن الإئتلاف الوطني السوري المعارض لم يعلن عن مسؤوليته عنها أو تبعيتها له أو لمؤسساته في تركيا.

و خلال بحث “مرآة سوريا” عن موضوع هذه الجوازات أكّد مختصون في هذا المجال و معنيون حقوقيون صلاحية هذه الجوازات في كل دول العالم باستثناء الدول التي ما زالت على “علاقات طيبة” مع النظام السوري مثل الإمارات و لبنان و روسيا و الصين و الجزائر.

و أكّدت هذه المصادر أنّ نظام الأسد لن يستطيع تعميم الأرقام التسلسلية لهذه الجواز على “الانتربول” لأن ماكينة الطباعة هي ذاتها الموجودة لدى “هجرة النظام” و الجواز الصادر عنها هو بذات المواصفات الفنية للجواز الذي يصدره النظام.

و كان النظام السوري قد عمم الأرقام التسلسلية للجوازات التي استطاعت المعارضة الحصول عليها من مراكز الهجرة و الجوزات في مدينتي حلب و الرقة بعد سيطرتها عليها، و بالتالي استطاع أن يبطل مفعولها و صلاحيتها و قابلية عملها في دول العالم كافة.

و أكّدت المصادر أنّ مديريات الأمنيات في المحافظات التركية ستعترف رسميًا بهذا الجواز و تقبله في استخراج دفتر الإقامة و الأمور القانونية المتعلقة الاخرى، و ذلك بعد ختمه بـ “ختم دخول” من أحد المعابر الحدودية مع سوريا “باب الهوى أو باب السلامة”، مضيفة أن من حصل على هذا الجواز استطاع استخدامه في المطارات.

و تبلغ تكلفة استخراج هذا الجواز 200 دولار أمريكي، و يحتاج لمدة شهر كي يصدر، بينما يمكن استخراج “جواز مستعجل” بتكلفة 400 دولار و يصدر خلال يومين فقط بعد تقديم طلب الحصول عليه، كما تبلغ كلفة لصاقة التجديد 70 دولار.

أما مكاتب استخراج هذا الجواز فتوجد في اسطنبول و مرسين، كما قيل مؤخرًا إنه تم افتتاح مكتبين جديدين في مدينة “الريحانية” التركية، و في مدينة “سرمدا” السورية قرب الحدود التركية.

أضف تعليق