مخيمات عرسال مآسي جديدة مع حلول الصيف

في ظل ظروف اللجوء التي يعاني منها السوريون من أبناء المخيمات والذين يذوقون مرارتها وسوء أوضاعهم الانسانية والتي يعاني أقصاها اللاجئون في المخيمات اللبنانية وفي ظروف معيشية قاسية ومشاريع خدمية شبه معدومة.

تستوقفنا مدينة عرسال الواقعة على الشريط الحدودي مع سوريا والتي لجأ إليها عشرات الآلاف من السوريين ، فقد رفضت بلديتُها تخديم أبناء المخيمات فيها من عمليات النظافة وجمع القمامة ، وبرّرت ذلك بعدم قدرتها على استيعاب هذا العدد الكبير من السكان في حين تعمد سيارات النظافة على القيام بتخديم سكان المدنية من اللبنانيين حصراً ، وفي ظل غياب المنظمات والهيئات المعنية بحقوق اللاجئين لجأ سكان هذه المخيمات إلى الاعتماد على مالهم الخاص لجمع القمامة ، وقد أقدم سكان المخيم على استئجار جرّار زراعي تعود ملكيته لرجل لبناني الجنسية ، حيث يقوم الجرّار بشكل يومي بجمع القمامة من بيوتهم والذهاب بها إلى مكب النفايات التابع للمدينة .

وبقي الوضع على ما هو عليه إلى أن قام ذات مرة أحد الحواجز المنتشرة في المدينة بمنع مرور الجرار باتجاه المكب الأمر الذي دعا سائق الجرار بالعودة إلى المخيم وإبقاء الجرار بما يحمله في المخيم ؛ واستمرت هذه الحالة مدة أسبوع من الزمن إلى أن طلب سكان المخيم تدخل رئيس البلدية ووجهاء المدينة لحل المشكلة مع الحاجز الذي وافق في نهاية المطاف ولكن ضمن شروط أن من ينقل النفايات هي سيارات النظافة التابعة للبلدية والتي تحمل تصريحاً خاصاً بذلك وأن يكون عمال النظافة لبنانيو الجنسية . وبذلك عادت الأمور إلى لبنتها الأولى حيث أن عمال النظافة غير قادرين على تغطية المخيمات بشكل منتظم ويومي وخصوصاً مع حلول الصيف حيث تزداد الحشرات وتنتشر الروائح بشكل كبير ناهيك عن الأمراض والأوبئة التي تنجم عن تراكم النفايات لفترات طويلة وخصوصاً أن درجات الحرارة المرتفعة تعتبر البيئة الخصبة لنمو الجراثيم المسببة للأمراض المعدية .

وفي ظل هذا الوضع المأساوي تقول أم حسن وهي لاجئة سورية في المخيم وهي أم لطفلين يبلغ عمر أحدهما سنة ونصف والآخر بضعة شهور حيث تصف لنا حالتها بقولها : إن الأمر لم يعد يطاق فولداي الاثنان يستخدمان الحفاضات ولم أعد اتمكن من التخلص من هذه الحفاضات فلا يوجد مكان مخصص ومغلق لإبعادها عنا سوى بقائها أمام الخيمة رغم أننا ندفع شهرياً مبلغ (3000)ل.ل عن كل خيمة لقاء خدمات النظافة ناهيك عن معاناتنا من الحشرات فالذباب في النهار لا يفارقنا والبعوض ليلاً كذلك الأمر فلا مجال للراحة والنوم على مدار الساعة .

ويبقى أمر القمامة معلقاً في هذه المخيمات ما بين بلدية عرسال ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والتي يتوجه لها أبناء المخيم طالبين منها أن تجد حلاً لهذه المعضلة التي قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة بين سكان المخيمات وبالتالي يصبح الأمر معقداً ويجعل من الوضع الإنساني مأساة في ظل مأساة .

أضف تعليق