شهد ريف حمص الشمالي اليوم توتراً شديداً بعد مهاجمة جبهة النصرة لأحد المقرات التي كان يختبئ فيها عناصر من كتيبة عبد الباسط ساروت المتهمين بانتمائهم لتنظيم الدولة.
وبحسب مراسل موقع مرآة سوريا، فإن التوتر بدأ منذ عدة أيام عندما قام مجهولون باستهداف سيارة تابعة لتشكيل فيلق حمص كانت قادمة من نقاط الرباط في منطقة تير معلة دون وقوع إصابات تمكن بعدها المهاجمون من الفرار، لتبدأ بعدها عمليات البحث والتحري التي أدت لاكتشاف (مخبأ) لعناصر من كتيبة شهداء البياضة.
وظهر اليوم قام رتل ضخم من جبهة النصرة باقتحام قرية الغنطو ومحاصرة ذلك المنزل، ومما زاد الأمر توتراً وقوع المنزل في مناطق سيطرة ومقرات تشكيل ألوية 313 مما سبب استنفار ذلك التشكيل واستدعاء تعزيزات من بلدة تلبيسة المجاورة، وبحسب مراسل الموقع فإن الأمور كانت مهيأة لحصول مجزرة بين الطرفين لولا تقديم جبهة النصرة توضيحات فورية بإنها قادمة بمهمة محددة ضد
تنظيم الدولة.
وفي حوالي الساعة الواحدة ظهراً قام أكثر من 30 عنصراً من الجبهة باقتحام المنزل مستخدمين الأسلحة المتوسطة والخفيفة، مما أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من كتيبة شهداء البياضة وجرح ثلاثة آخرين، فيما أصيب عنصران من الجبهة خلال عملية الاقتحام.
لكن التوتر لم ينتهي بانتهاء المعركة، فقد قامت جبهة النصرة باعتقال أحد قياديي كتيبة المتحابين في الله التابعة لتشكيل 313 ، حيث قام الأخير بتسليمه دون مقاومة بعد فتوى من الشيخ خالد الخطيب عضو المحكمة الشرعية العليا بجواز تسليمه للجبهة “درءاً للفتنة” وبسبب “ثبوت تعاونه وتستره على عناصر تنظيم الدولة” بحسب ماعلم مراسل الموقع من مصادر في المحكمة الشرعية العليا.
ورغم تلك الفتوى، فما تزال الأمور مرشحة لمزيد من التوتر في الريف الشمالي، فبحسب أحد قيادات حركة أحرار الشام في حمص فضل عدم ذكر اسمه، فقد شهد تشكيل 313 تململاً في صفوف بعض عناصره وقادته الميدانيين بسبب تسليم أحد زملائهم للجبهة، مما أدى لخروج حشود باتجاه مناطق جبهة النصرة مطالبة بتسليم المعتقل للمحكمة الشرعية العليا وعدم محاكمته في محكمة الجبهة،
الأمر الذي استدعى تدخل حركة أحرار الشام للفصل بين التشكيلين منعاً لحدوث أي تصعيد.
من الجدير ذكره أن هذه التطورات الميدانية تأتي في ظل هجوم عنيف لقوات النظام على عدة محاور بهدف اقتحام المنطقة، كما أن
معظم التشكيلات المتخالفة تنتظم في غرفة عمليات واحدة تعرف بغرفة عمليات ريف حمص الشمالي.