أكد قائد جيش الإسلام، زهران علوش، في مقابلة أجرتها معه صحيفة الديلي بيست الأمريكية، ونشرت اليوم الثلاثاء، أن “أولويات جيش الإسلام هي طرد المشروعين الفارسي الصفوي والتكفيري من أرض الشام، و إسقاط النظام ومشاريعه الإجرامية واستبداله بنظام عادل يعيد الحقوق وينصف المظلومين ويحرر الإنسان”.
وأوضح علوش خلال المقابلة، أنه ليس ضد الديمقراطية، لكنه يرفض “استغلال تجييش الجماهير وتحريك الشعوب بأكاذيب مغلفة بأشكال براقة وهي في مضمونها قعر الحضيض من الظلم والطغيان ، كما هو الحال في ديمقراطية الأسد وتعددية البعث وإسلامية تنظيم الدولة”. مشيراً إلى أنه أعلن في خطاب سابق إلى أن ما يريده في سوريا هو “حكومة تكنوقراط تقدم فيها الكفاءات ولا أهمية تقام فيها للانتماء الحزبي”. مضيفاً: “إننا نريد بناء بلدنا التي دمرها آل الأسد ولن يتم هذا بمحاصصة بين الأحزاب والأطياف، لكنها تتم بتقديم الكفاءات للحكم”.
وتبرأ قائد جيش الإسلام من قضية خطف الناشطة الإعلامية “رزان زيتونة”، معتبراً أن هذه القضية “شكلت تحدياً خطيراً لجيش الإسلام لأن الكثير من الجهات أرادت استخدام قضيتها في تشويه صورة الجيش بل شيطنته وذلك لإسقاطه أخلاقياً وثورياً واجتماعياً وسياسياً”. وأكد أن جيش الإسلام هو من ساعدها في الدخول إلى الغوطة. وعرض عليها منذ لحظة دخولها أن يقوم بحمايتها، لكنها هي من رفضت. مضيفاً “لو أردنا اختطافها فلماذا نشغل أنفسنا بعملية خطرة ومعقدة لإدخالها إلى الغوطة”.
ورداً عن سؤال حول إن كان التعايش الإسلامي المسيحي في الغوطة الشرقية مفروضاً على الشعب السوري من قبل نظام الأسد أم لإيمان الشعب السوري بالتعايش السلمي بين الأديان، قال علوش: “المسيحيون في هذه الأرض منذ مئات السنوات، بل وتاريخ وجودهم فيها هو تاريخ مشترك مع المسلمين، ومن الخطأ ربط وجودهم بأي دور للنظام، وإنما العكس هو الصحيح، ويمكن التدليل على ذلك بطريقة بسيطة وهي النسبة السكانية للمسيحيين قبل سيطرة النظام على الحكم ونسبتهم مع بداية الثورة، ستجد أن النظام سعى لتهجيرهم من خلال التضييق على عملهم التجاري ودورهم الاجتماعي بكل طاقته”.
وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، قال علوش “الولايات المتحدة الأمريكية دولة كبرى، وتستطيع أن تقوم بأدوار مهمة في أي قضية تريد الانصراف لها. لكن الإدارة الحالية لا ترغب في لعب هذا الدور وهي تتصرف بما يخص الثورة السورية بأعصاب باردة، وخصوصاً بما يتعلق بالجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها النظام”.
وأوضح علوش أن أمريكا قادرة على فرض إرادتها على الأسد، كما فعلت عندما أمرته بالخروج من لبنان. كما أن تستطيع التدخل عسكرياً دون موافقة مجلس الأمن الدولي كما فعلت في العراق. وفي حال رفضها لهذين الخيارين، فعلى الأقل هي قادرة على أن ” تدعم الثوار الفاعلين على الأرض لقتال الأسد وتنظيم الدولة، وليس أن تسوق ثواراً في برلماناتها على أنهم هم المخلصين الحقيقيين للعالم من تنظيم الدولة، وهم حقيقة لا يملكون أي قوة تذكر”.
وقال قائد جيش الإسلام، حول نظرته للتدخل الروسي في سوريا، “ما فهمناه من التدخل الروسي أنه تعبير عن فشل النظام ومرتزقته ورعاته الإقليميين في إيقاف انهياره وسقوطه وقدرة الثوار على الصمود في وجهه مع ما قدم له من دعم، فكان التدخل لرفع معنويات حاضنته المنهارة والتي بدأت بالفرار بعد شعورها بالعجز وحمايته من الانهيارات السريعة والتي ظهرت في معارك إدلب ومعركة الله غالب”.
وأبدى زهران علوش استعداده للتعاون مع أي جهة دولية أو أهلية موثوق بها للقضاء على تنظيم الدولة في سوريا أو لضمان حقن دماء الشعب السوري من كل المجرمين الذين يحاولون سفك دمائهم دون حق. مؤكداً على أن جل ما يسعى إليه حالياً هو “الحفاظ على حياة البقية من أبناء شعبي، وأبذل في سبيل ذلك أنا وقادة ومجاهدي جيش الإسلام كل الوقت والجهد والدم”. مديناً “كل أعمال العنف التي تستهدف الآمنين والأبرياء دون مبرر في كل دول العالم وليس في الغرب فقط وأيا كانت الجهة المنفذة ولأي مدرسة انتمت”.