دعا الشيخ الدكتور “عبد الكريم بكار” في تسريب صوتي حصل عليه موقع “مرآة سوريا”، إلى خروج مقاتلي المعارضة السورية من قرية “تير معلة” الواقعة بريف حمص الشمالي.
و قال “بكّار” ابن قرية تير معلة و صاحب 40 كتابًا في مجالات التربية و الفقه الإسلامي:”أنا خائف من استراتيجية هدم القرية التي تجري حاليًا – خلال الحملة العسكرية التي شنّها النظام و ميليشياته على ريف حمص الشمالي في تشرين الأول/أكتوبر 2015- كي لا يعود إليها أهلها و يتم تحويلها إلى أنقاض”.
و أضاف “بكّار” الذي غلّب وجهة نظره “التاريخية” بخصوص قريته:”دعونا ندرس انسحاب الشباب – في إشارة منه إلى مقاتلي المعارضة السورية- من القرية، و لندع العلويين يسكنوها”…”هذا كله معقّد.. لكن المهم أن تبق القرية.. فهذه أبنية كلّفت الكثير”.
و بحسب وجهة نظر الشيخ الدكتور، فإنّه لا توجد لديه أدنى مشكلة في أن يقوم مقاتلو المعارضة بالسكن خارج القرية، و لا بأس في أن يأتي بعضهم – و يقصد العلويين- و يسكن فيها، فذلك سيمنع أبنيتها من أن تهدم.
و شكك “بكّار” في حتمية أن يكون هنالك حل للحرب السورية، قائلًا:”هذه أشياء بناها الناس عبر 50-60-100 سنة و هم يضعون فيها من أموالهم… فكروا في هذا الموضوع.. انا أخاف من التفكير فيه.. لكن أنا أرى القرية تهدم حجرًا حجرًا.. كيف سيتم بناؤها؟ إذا كان هناك من مخرج أو من حل للأمر يعني”.
و لا شكّ أن كلام “الشيخ بكّار” يثير العديد من التساؤلات حول طريقة تناوله لموضوع الثورة في سوريا عمومًا و في ريف حمص الشمالي خصوصًا، فهو اهتم بأبنية القرية و الحفاظ عليها، دون غيرها، و رغم أنه يعلم ما سيترتب على انسحاب مقاتلي المعارضة من القرية آنذاك، إلا أنه آثر تفضيل أن يدخلها الموالون للنظام على أن يبق فيها الثوار.
موقع “مرآة سوريا” توجه إلى أحد الضباط العسكريين المعارضين في ريف حمص الشمالي بعدة أسئلة توضح ذلك، فقال الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه:”مقاتلو المعارضة دخلوا تير معلة عندما بدأت الحملة العسكرية على ريف حمص الشمالي عمومًا، و هم ليسوا السبب في تعرض القرية للقصف، فأنت تواجه عدوًا لا مشكلة لديه بقتل الشعب وهدم المنازل فوق رؤوس المدنيين و لو كانوا يصرخون باسم بشار الأسد ليل نهار، إلا إذا كنت تحسن الظنّ في هذا القاتل.. و هذا ليس من الحكمة في شيء”.
و أضاف:”لولا دخول مقاتلي المعارضة إلى تير معلة التي تخضع لحمايتهم بشكل فعلي منذ إعلانها بلدة خارجة عن سيطرة النظام، لسقطت البلدة في يد ميليشيات النظام، و لأصبح توزع جبهات القتال على مستوى ريف حمص الشمالي مختلفًا تمامًا، فبلدة الغنطو ستصبح بحكم الساقطة عسكريًا، و مدينة تلبيسة ستكون أمام واقع يفرض عليها جبهة صعبة جدًا من خاصرة لم تكن يومًا إلا صديقة، غير مهيئة على الأقل بمتاريس حماية أو دروع تصدٍ مسبقة لأي حملة عسكرية”.
و تعليقًا على كلام الشيخ “بكار” قال الضابط:”يؤسفنا ما سمعناه من رجل دين من المفترض أن يكون داعمًا للثوار لا مثبطًا لهم، و لو أنه دعا لهم بالخير و الحفظ بدلًا من أن يدعوهم إلى ترك منازلهم للعلويين بحجة الحفاظ على حجار القرية، لكان خيرًا له”.
موقع “مرآة سوريا” حصل أيضًا على تعليق للشيخ “عبد الكريم بكار” بعد أن طالبه أحد الأشخاص بتوضيح لكلامه هذا، قال فيه:”هذا كلام قيل في مجموعة خاصة و من المؤسف نقله إلى هنا، و ما يناسب قوله في ظرف و معطيات معينة، لا يناسب قوله في ظرف آخر، هذا كل ما يمكن أن أقوله”.