بازار جنيف: لماذا لم تعطي المعارضة السورية جواباً مبرماً حتى اللحظة؟

ما تزال أنظار العالم متجهة نحو العاصمة السعودية الرياض لتتبين القرار النهائي للمعارضة السورية ممثلة بالهيئة العليا للتفاوض حول مشاركتها في مؤتمر جنيف حول مايسميه المجتمع الدولي بـ(الأزمة السورية)
وقد وصف بعض المراقبين تصريحات المعارضة السورية بـ(الاحترافية) كونها تجيب بنصف نعم ونصف لا على مبدأ (نشارك ولكن….)، إلا أنها قد تمثل برأي آخرين نوعاً من المراوغة التي تخفي ورائها رغبات دول بأهداف بعيدة جداً عن خطوات (حسن النية) التي تطالب بها المعارضة علناً.
وخلال الساعات الماضية، أعطى عدة مسؤولين من الهيئة العليا للتفاوض أجوبة رمادية لا تحمل نفياً قاطعاً لحضور مؤتمر جنيف، فرياض نعسان آغا عضو لجنة التفاوض قال لقناة الجزيرة (دعونا من السياسة، نحن لم نحصل حتى الآن على تأشيرات لدخول سويسرا) ، فيما قال رياض حجاب رئيس الهيئة العليا لقناة العربية أنهم سيذهبون إلى جنيف ولكنهم لن يدخلوا قاعة المؤتمر حتى تتحقق مطالب (الشعب السوري)، من جهته قال جورج صبرا أن الأمم المتحدة غير قادرة على إدخال سلة غذائية واحدة لمنطقة محاصرة فلن تكون قادرة على إيجاد حل في سوريا.
أما المفوض الدولي ستيفان ديمستورا فقد أعلن أن المؤتمر سيعقد في وقته و (بمن حضر) متوجاً جملة من تصريحات المسؤولين الروس والأمريكان حول ضرورة عقد المؤتمر.
إذاً فقد تكون تلك التصريحات المتضاربة بين المعارضة السورية والمجتمع الدولي من جهة، والغير مبرمة من المعارضة السورية من جهة أخرى الوجه الدبلوماسي لصراع كسر عظم تخوضه القوى الإقليمية والدولية المتصارعة في المنطقة.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه تركيا أنها ستقاطع المؤتمر إذا ماتمت دعوة ميليشيات حماية الشعب أو حزب الاتحاد الديمقراطي للمشاركة في المؤتمر، ما يزال ديمستورا يراوغ حول دعوته لصالح مسلم رئيس الاتحاد الديمقراطي ، أما السعودية التي تعد صاحبة التأثير الأكبر على الهيئة العليا للتفاوض فقد تكون هي وراء هذه المماطلة في رفض المشاركة من قبل المعارضة السورية.
بالتوازي مع الضجة الدبلوماسية حول من يشارك في المؤتمر أو لا، تسربت أنباء عن توافق سعودي روسي على خفض مشترك لإنتاج النفط بنسبة 5٪ لمواجهة الانهيار المتواصل للأسعار، أما في الساحة اليمنية فقد برز رفض مفاجئ من طرف ممثلي الرئيس المعزول علي عبد الله صالح والحوثيين حول المشاركة في مؤتمر جنيف 3 بنسخته اليمنية، وبالعودة إلى سوريا والعراق فقد قام تنظيم الدولة اليوم باستهداف القوات التركية التي كانت تقوم بإزالة الألغام على حدودها مع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
من الواضح أن التردد الظاهري لوفد المعارضة السورية يخبئ وراءه مساومات الأطراف الدولية للتفاهم حول ملفات أخرى في المنطقة في انتظار حدوث تنازلات الساعات الأخيرة، فالجميع يعلم أنه ليس في وارد روسيا الحديث عن أي وقف للقصف أو رفع للحصار أو إطلاق سراح للمعتقلين من قبل نظام الأسد، هذا النظام الذي يبقى هو الصامت الوحيد اليوم فيما يتحدث الجميع حول مصيره.