لم تكتف غوطة دمشق بالحصار الغذائي المفروض عليها منذ أكثر من 3 سنوات، بل فرض عليها الأسد و من يقف وراءه، حصارًا دوائيًا و طبيًا كان سببًا في موت عشرات المدنيين، و نوم المئات على أسرّة المرضى.
اليوم، شهدت إحدى ساحات الغوطة الشرقية وقفة احتجاجية وجهت نداءات عاجلة ليس للمجتمع الدولي فحسب، بل لكل من يستطيع فعل شيء و من لا يستطيع، بضرورة إدخال لقاحات الأطفال منعًا لأمراض قد تكون في معظمها مميتة.
الوقفة الاحتجاجية التي شارك فيها عدد من الأطباء العالمين في النقاط الطبية الميدانية، و عدد من أهالي الأطفال و بعض الإعلاميين، حملت عنوان “لقاح من أجل الحياة”.
و رفع المحتجون لافتات حملت عبارات تحمل الجميع مسؤولية صحة الأطفال في غوطة دمشق الشرقية، و مما جاء فيها:”لقاح أطفالنا حق و ليس مطلب”، “قاح أطفالنا: حياتهم، مستقبلهم،حقهم.. فلا تسلبوهم حياتهم، مستقبلهم، حقهم”.
“أنس الدمشقي”، مراسل “مرآة سوريا” في ريف دمشق، أكّد أنّ الوقفة الاحتجاجية جاءت بعد الفقدان التام للقاحات الأطفال، ما يهدد حياة آلاف الأطفال في الغوطة الشرقية و غيرها من مناطق ريف دمشق المحاصرة.
و نقل “الدمشقي” عن أحد أطباء المكتب الطبي الموحد في ريف دمشق قوله:”من تحت القصف و الدمار، أطفال الغوطة الشرقية يطلقون نداء استغاثة، ليس من أجل وقف القصف أو الطعام؛ إنما لإدخال اللقاحات”.
و أضاف الطبيب العامل في إحدى النقاط الطبية المسؤولة عن رعاية الأطفال:”إنّه من المعيب أننا و نحن في القرن الواحد و العشرين، أن نجد أطفالنا يتوسلون اللقاحات من أجل الحفاظ على صحتهم”.
و وجه الطبيب الميداني نداءً لمنظمات الأمم المتحدة، بأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية و الطبية و الإنسانية في تأمين اللقاحات للغوطة المحاصرة”، مطالبًا المشرفين عليها بأنّ يكونوا على قدر من الوعي و المسؤولية تجاه ذلك.
الجدير بالذكر أنّ نظام الأسد يمع دخول لقاحات الأطفال و باقي المواد الطبية منذ أكثر من عامين، حيث يطبق حصارًا خانقًا على مساحة واسعة من ريف دمشق، و يسعى بشكل حثيث لخلق “كانتونات” محاصرة إضافية داخل المناطق المحاصرة نفسها، فيما يؤكد عدم نيّته على الإطلاق في التوجه لحل ينهي مأساة آلاف العائلات داخل الغوطة الشرقية، بخلاف ما يثار إعلاميًا على هامش “جنيف3” و ما يشابهه من المؤتمرات.