أطلّ “شيخ مجلس الشعب” المدعو “أحمد شلاش” على الآلاف من متابعيه في موقع الفيسبوك بقصة جديدة لم تزدد في “درماتيكيتها” عن قصصه السابقة إلا ببعض من “خيال واسع” و “جرتي غاز”!.
“أحمد شلاش” عضو مجلس الشعب التابع للنظام، أو كما يحب أن يلقب نفسه “الشيخ أحمد”، نشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” الأحد 7 شباط/فبراير 2016، قصّة له مع جرتي غاز و “امرأة عجوز لملامحها آثار أرض محروثة”!.
و تقمّص “شلاش” في “مسرحيته” الجديدة دور اللاعب الرياضي النشيط، و عضو مجلس الشعب المتواضع “حمّال جِرار الغاز”.
و قال في مقدمة السيناريو المخطوط بدقّات أنامله:” نهار الجمعة الماضية خرجت من منزلي لاتخلص من بعض الضغط النفسي جراء ضغوطات العمل .. فقررت الهرولة و العدو للتخلص من الشحنات السلبية .. ارتديت بجامة بوليستر و كنزة قطن “هودي” (أي بقبعة هودي المستوحاة من قبعات كهنة العصور الوسطى) ، اسدلتها على رأسي و خرجت .. بهذه الحلة الجديدة لم يعرفني أحد .. لأن الناس اعتادوا على رؤيتي بالطقوم الرسمية”.
بعد هذا “التخفي المتواضع”، انطلق “شلاش” راكضًا حتى بلغ منطقة “مزة فيلات”، حين قرر أن يشرب قدحًا من عصير بارد، فقصد إحدى البقاليات، لتدخل إلى مسرحيته شخصيّة جديدة، لطالما حضر أمثالها بشكل “عفوي” في قصصه.
“شلاش”، و بحسب قصته ذات النفس الروائي المتصنّع، قال:” عند خروجي رأيت امرأة عجوز في أوائل الستينات تتحارج مع بائع غاز بروبان جوال بصوت يملؤه الحزن . كان لب النقاش برفض البائع لنتع قنينتي الغاز إلى المنزل .. و ما كان بي إلا و نشلت الاسطوانة الأولى باليد اليسرى و وضعتها على كتفي الأيسر و خطفت الثانية باليمنى و حططت بها بسلام على كتفي الأيمن”.
و بعد أن استدلّ “الرياضي النشيط” على عنوان منزل هذه “العجوز”، وصف ما قام به بالقول:” سألت العجوز عن الطابق الذي تقطن به .. قالت لي : “القرميدي خالتي .. القرميدي” و هي تنظر إلي بعينيها المحاطتين بالتجاعيد التي بدت كالارض المحروثة .. و بدأت القفز برشاقة على الدرج .. درجتين-درجتين و أحيانا ثلاثة-ثلاثة و ضعت الاسطوانتين على باب المنزل و عدت و ما زالت الحجة عند العتبة السابعة من الدرج الثاني”.
و لأنّ “الخيال الواسع” يفضي في كثير من الأحيان إلى جانبٍ عاطفي يضفي على القصّة ليونةً بعد “ركض متواصل”، ذكر “الشيخ الرياضي” أنّه قال للعجوز – بابتسامة لطيفة – بعدما أتم مهمته كـ “حامل لجرار الغاز”:” الغوالي صاروا على باب البيت ناطرينك”.
و يستطرد “شلاش” في سرد قصتّه و ينقل للمئات من المتابعين الذين انهالوا بتعليقات يكاد أحدها لا يخلو من شتيمة، حوارًا “لينًا” دار بينه و بين العجوز، قال فيه حرفيًا:” استوقفتني و قالت لي : “شو هالغزال .. بسم الله ما شاء الله” .. احرجتني طبعا باطرائها الذي لا استحقه فهي عجوز و ما زلت أنا شابًا .. من هنا حل الصمت
قالت لي الحجة : ” صوتك مو غريب أبدا علي ..
بتذيع عالراديو شي ؟!”
أنزلت قبعة الهودي عن رأسي ..
صاحت الحجة و شهقت بصوت عال !!
-“إنت الشيخ أحمد شلاش تبع البرلمان؟!”
– “اي نعم .. هو بذاتو”
و لا بدّ لهذا الكم من العاطفة أن يتزيّن بدموع “الحجة”، التي سالت على وجنتيها “المحروثتين كأرضٍ”، بالإضافة إلى “قبلة” على الكتف، و القول:” بس كونك قلتلي انا الشيخ أحمد شلاش شفت البطولة و الشهامة و إغاثة الملهوف مجسدة بصورة بني ادم .. مو غريبة عنكن البطولات يا أهل الغيرة .. الله يرضى عليك يا ابني و يحمي سيادة الرئيس بشار الأسد”.
القارئ لهذه القصة لا شكّ ستخالجه مشاعر متخبطة، بالأمس ماتت “أنيسة مخلوف”، أم “سيادة الرئيس”، و لعلّ شعب المؤيدين كان ينتظر من عضو مجلس الشعب شيئًا في عزائها، لكن على ما يبدو فإنّه قد تجاوز هذه “الأزمة”، و التفت إلى مساعدة الشعب السوري بحمل جرار الغاز، و إيصالها إلى باب الشقة، ولا عجب.. فـ “شلاش” في خدمة الشعب!.