بالنظر لصعوبة انتقال اللاجئين السوريين من عرسال إلى الداخل اللبناني، ولاسيما الشباب الذين يتعرض الكثير منهم للاعتقال.. ولتسوية أوضاع اللاجئين هناك، قامت السلطات اللبنانية بإنشاء مكتب للأمن العام بجانب حاجز اللبوة، واشترط على اللاجئين القادمين..
ولكن المشكلة هي أن قاصدي مكتب الأمن العام يضطرون للعبور من أمام حاجزين أمنيين عائدين للسلطات الأمنية اللبنانية، وقد حدث أثناء ذلك أن تم اعتقال عدد من الشباب والنساء أيضاً..
وعلى الرغم من هذه الصعوبات فإن الكثير من اللاجئين السوريين توجهوا أرادوا الحصول على بطاقة دخول صالحة لمدة ثلاثة أشهر فقط، تسمح لهم بالتجول في الداخل اللبناني..
أما الأوراق التي يتوجب عليهم إحضارها، فهي ” إفادة سكن، وصورتين شخصيتين، وصورتين عن الهوية “.. لكن المشكلة في توفر الهوية الشخصية، فالعديد من اللاجئين فقدوا هوياتهم بسبب ظروف الحرب والدمار التي عانوا منها في الداخل السوري..
وللاستعاضة عن الهوية الشخصية يتطلب على اللاجئ الذي لا يستطيع الذهاب إلى سورية أن يقدم إخراج قيد نظامي، وهنا تكمن مشكلة جديدة، فتأمين مثل هذا القيد لا يتم إلا عبر وسطاء، وهو يكلف في هذه الحالة 75000 ل.ل.. وهذا المبلغ من الصعب تأمينه من قبل العديد من اللاجئين لضيق الحال..
والمشكلة الأخرى يعترض الفتيان الذين وصلت أعمارهم إلى خمسة عشر عاماً، وهم في أرض اللجوء، وليس بحوزتهم بطاقة شخصية، والمطلوب من هؤلاء إخراج قيد..
ومع ذلك هناك من استطاع تأمين إخراج القيد المطلوب، ولكن المشكلة الأكبر، أن 10% منها يتم قبولها و90% يتم رفضها، مع أن جميعها صادرة من جهة رسمية واحدة.. اما السبب في ذلك كما يقول مراسل ” مرآة سوريا ” فيعود إلى مزاج الضابط المسؤول عن مكتب الأمن العام، فهو عندما يجد عدد طالبي البطاقة المطلوبة كبيراً، يقرر أن إخراجات القيد مزورة دون أن ينظر إليها، ويقول بلهجة لبنانية فظة: فِلْ من هَوْن”.. وكل من يعترض، عليه أن يستقبل الشتائم من كل حدب وصوب..
وحول هذا الموضوع قابل مراسلنا أم محمد، فقالت: ولدي محمد أصبح عمره خمسة عشر عاماً.. نصحوني أن يحصل على ” كرت ” لحمايته من الاعتقال في حال دخول الجيش اللبناني لتفتيش المخيمات “.. وتتابع أم محمد: اتصلت بأحد معارفنا في سوريا وأحضر لي إخراج قيد لابني، ولكن المشكلة أن الولد ذهب ثلاث مرات وفي كل مرة يطلب الضابط منه الانصراف بحجة أن إخراج القيد مزور دون أن ينظر إليه أبداً ” وتعلق أم محمد: كيف استطاع الضابط أن يعرف أنه مزور من دون رؤيته..!!.. لا أعلم، وأنا الآن في حالة خوف شديد على ولدي لأننا مهددون بأي لحظة من دخول الجيش اللبناني
وقابل المراسل أيضاً أم حسن، وهي في الخمسين من عمرها، وتملك هوية شخصية قديمة لأنها خرجت من بلدها قبل حصولها على هوية جديدة، والهوية القديمة غير معترف بها في مكتب الأمن العام اللبناني، فأحضرت إخراج قيد نفوس عبر رجل يعمل بهذه المهنة، فلم يقبل الضابط إخراج القيد الذي أحضرته أم حسن، وقبِل إخراج قيد جارتها مع أن الاثنين مستخرجان من قبل نفس الرجل الوسيط..
أما من انتهت معاناتهم وحصلوا على ” بطاقة الدخول ” فإن مفعولها ينتهي بعد ثلاثة أشهر، وهكذا يقع اللاجئون في دوامة جديدة من المعاناة للحصول على البطاقة من جديد، وما يترتب على ذلك من استنزاف أموال أولئك اللاجئين، فبطاقة الدخول تكلف اللاجئ نحو 200000 ل.ل بين أوراق ثبوتية وأجرة طريق وغير ذلك..