بعد التسجيلات.. شهادة لاجئ معتقل سابقاً في أحد سجون لبنان!

بعد انتشار تسجيلين مصورين يظهران أفراد أمن يعتدون بالضرب على عدد من السجناء في سجن ” رومية ” بلبنان، طلب وزير العدل اللبناني أشرف ريفي من النائب العام التمييزي في بيروت إجراء تحقيق فوري لكشف هويات الفاعلين والمتورطين تمهيداً لإحالتهم إلى القضاء المختص وإنزال أشد العقوبات بهم.

من جهته أدان وزير الداخلية والبلديات اللبناني نهاد المشنوق التعذيب الذي تعرض له عدد من المساجين بسجن رومية بشرق بيروت..
وقال المشنوق في مؤتمر صحفي مساء هذا اليوم الأحد: إن حادثة التعذيب التي كشف عنها تسجيلان مصوران تم تداولهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعود إلى منتصف أبريل/نيسان الماضي، حين اقتحمت قوى الأمن سجن رومية الذي شهد أعمال شغب في القسم الذي يضم الموقوفين الإسلاميين.
وأكد المشنوق أن السلطات أوقفت عسكريين اثنين بعد التعرف على هويتيهما، فيما تتواصل التحقيقات لمعرفة هويات أربعة متورطين آخرين، وقال إن جميع المتورطين سيحولون للقضاء العسكري.
وتعهد الوزير بحماية حقوق المساجين بغض النظر عن انتماءاتهم، وطالب بعدم استغلال الحادث سياسياً واستخدامه للهجوم على الحكومة ” بحسب تعبيره..
وأكد أن وزارته ورثت وضعاً صعباً للسجون في لبنان وهي تسعى لتحسين أوضاع المساجين عبر التفكير في تشييد سجن جديد لتدارك العجز المسجل نتيجة عدم بناء سجون جديدة منذ خمسين عاماً.

وبالرغم من تصريحات وزير الداخلية التي تؤكد بأن العدالة ستأخذ مرجاها فوراً، إلا أن الواقع على الأرض لا يوحي بذلك، فالتعذيب والإهانات الجسدية والنفسية أصبحت منهجاً متبعاً لدى السلطات الأمنية اللبنانية، ولاسيما بالنسبة للاجئين السوريين الذين يتم اعتقال العشرات منهم بين يوم وآخر بحجج واهية واتهامات باطلة، كاتهامهم بالانتماء إلى منظمات إرهابية، أو عدم حيازتهم بطاقة دخول إلى الأراضي اللبنانية، أو إلقاء القبض عليهم بعد الساعة الثامنة مساء، لمخالفتهم قرار منع التجول المطبق على السوريين فقط، وتتم بحق كل من يُعتقل بواحدة من هذه التهم، ممارسة أقصى أنواع التعذيب لعدة أيام، وبعدها يُطلق سراحهم لعدم ثبوت أية أدلة ضدهم، لا سيما لمن يُتهمون بالإرهاب..

وفي هذا الصدد صرح أحد اللاجئين السوريين لموقع ” مرآة سوريا ” والذي تم اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية قبل عدة أيام بتهم شتى، وذكر أنه بقي موقوفاً يتنقل من جهة أمنية إلى أخرى، وكل جهة تمارس عليه شتى أنواع التعذيب.. كما ذكر أن الضرب الشديد بالعصي على أعقاب الأقدام، والبقاء واقفاً ليلاً نهاراً دون نوم أو جلوس، ولو لبضعة دقائق، هي من أبسط أنواع التعذيب التي مورست عليه.. وقال معلقاً بمرارة: يبدو أن السلطات الأمنية اللبنانية هي تلامذة المخابرات السورية في هذا المجال.. ثم ختم المعتقل حديثه للموقع: وأخيراً.. بعد نحو أسبوع، قالوا لي: لم يثبت شيء ضدك.. اخرج من هنا، وراجعنا بعد عشرين يوماً.. وبالطبع حجزوا هويتي عندهم “..
هذا ما تعرض له أحد المعتقلين السوريين، وهو واحد من مئات، إن لم يكن من آلاف المعتقلين منذ بداية اللجوء إلى لبنان وحتى الآن..

أضف تعليق