تخفيض قيمة البطاقة الغذائية المخصصة للاجئين السوريين إلى النصف

إضافة إلى الضغوطات التي تمارسها السلطات اللبنانية ضد اللاجئين السوريين، قامت مفوضية الأمم المتحدة أمس الاثنين بتخفيض قيمة بطاقة التغذية من 19 دولارً إلى 13,5 للفرد الواحد فقط، علماً بأن المخصص كان قبل أكثر من سنة 27 دولاراً للشخص الواحد، وهذا المبلغ كان مقبولاً في حدوده الدنيا..
هذه الإجراءات الجديدة ضد اللاجئين، جعلتهم يعيشون مأساة حقيقة، ويقتربون إلى حد كبير من حالة الجوع الحقيقي، ولا نريد أن نقول من حالة المجاعة، فيما إذا لم يتم التراجع عن هذا القرار، لاسيما وأن اللاجئين السوريين ممنوع عليهم العمل في معظم القطاعات اللبنانية العامة والخاصة، وبقرار من الحكومة اللبنانية..
قبل صدور هذا القرار، ومع قدوم شهر رمضان المبارك، كان اللاجئون يتمنون أن يرتفع مبلغ بطاقة التغذية، وإذا بهم يتفاجؤون البارحة بهذا القرار القاسي..
وللاطلاع على أحوال اللاجئين، وأثر قرار التخفيض على الناس في عرسال، التقى مراسل ” مرآة سورية ” بعدد من اللاجئين، وجميعهم كانوا متأثرين جداً بقرار التخفيض، وعيونهم تتساءل: ما الذي سوف يحصل..!! وكيف يستطيعون تأمين رغيف الخبز..!؟..
هذا التساؤل طرحه المراسل على ” أم عدي ” التي أفادت أنها أم لأربعة أطفال، ولجأت إلى عرسال هرباً من القصف والدمار، بعد مقتل زوجها بقصف النظام الذي يطال المدنيين.. ثم تابعت أم علي قولها: كنا نعتمد على بطاقة الأمم لتأمين الحاجات الغذائية الضرورية لي ولأطفالي.. أما الآن وبعد هذا التخفيض فلم أعد قادرة حتى على تأمين ثمن الخبز.. وبالنسبة للمساعدات فلا يوجد أي نوع منها، حتى كرتونة الإغاثة لم نعد نحصل عليها..
أما أبو عبدو فهو أب لستة أولاد فذكر أنه بالكاد كان يكفينا الكرت ثمن خبز وقليلاً من الأغذية الضرورية، وبعد الخصم فإن المبلغ لم يعد يكفينا أبداً.. ويتساءل أبو عبدو: ما الذي سوف أفعله الآن.!؟.. قمت بالبحث عن عمل في جميع أنحاء مدينة عرسال، ولم أجد.. ويختم أبو عبدو وصف معاناته: إنني أسأل الله أن يفرّج كربنا، فلا يوجد لنا أحد سواه..
وهنا يجب التنويه إلى أن مكاتب مفوضية الأمم تغص بالحراس والعمال والموظفين، وراتب أي واحد منهم لا يقل عن 800 دولار شهرياً، ومعظمهم من اللبنانيين، علماً بأن العديد منهم تركوا أعمالهم في قطاعات لبنانية أخرى، والتحقوا بالعمل لدى المفوضة، طمعاً بالراتب العالي..
ويتمنى اللاجئون السوريون أن تقوم مفوضية الأمم بتشغيل البعض لديها، ومنهم كثيرون يحملون شهادات عليا وأصحاب خبرة، وهم الآن عاطلون عن العمل..
والجدير بالذكر أن نحو مليون عائلة لبنانية تستفيد من المعونات المخصصة للاجئين السوريين، بحجة أنهم فقراء، ويحصلون على بطاقة خضراء شبيه بالبطاقة الزرقاء التي حصل عليها اللاجئون السوريون.. كما أن الحكومة اللبنانية تقتطع أيضاً 35% من المبالغ المقدمة من الأمم المتحدة، والمخصصة في الأصل للاجئين السوريين..

أضف تعليق