لم يجد أبناء حوران (جنوب) سببًا لارتفاع وتيرة الغارات الجوية و الخسائر متصاعدة الوتيرة التي يتكبدها المدنيون قبل العسكريين في المنطقة الجنوبية إلا حالة الفرقة و التشبب التي تعصف بفصائل المعارضة السورية في درعا و ريفها.
التدخل العسكري الروسي العلني، الذي بدأ قبل نحو 3 أشهر ونصف، زاد من عدد المجازر المرتكبة بحق المدنيين في عموم مناطق سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.
و بطبيعة الحال، كان للمنطقة الجنوبية نصيبها من هذه المجازر، حيث وثّق الناشطون الميدانيون و المنظمات المعنية، عشرات المجازر التي أدت إلى وقوع عدد كبير من المدنيين بين قتيل و جريح، بسبب الغارات الروسية التي أنهت نوعًا ما حقبة “البراميل المتفجرة”، أو قللت من وتيرتها على الأقل، و استبدلتها بالصواريخ الفراغية، و العنقودية المحرمة دوليًا، شديدة الفتك بالمدنيين و الأفراد.
هذا التطور دفع بأهالي مدن و بلدات المنطقة الجنوبية عمومًا إلى مطالبة فصائل المنطقة العسكرية بالقيام بخطوات وحدوية تنهي حالة “الفشل العسكري” و الخسارات الميدانية للمناطق التي بدأت قبل نحو 7 أشهر.
و طالب الأهالي في عدة مناسبات تلك الفصائل بضرورة الانتقال إلى وضع “المهاجم” و الانكفاء عن دور “المدافع” الذي يدفع المدنيون ثمنه الأكبر بفعل عدم انشغال الطائرات الحربية بشيء يكفّها عن استهداف الأحياء السكنية.
و قد شكّل المدنيون وفودًا عديدة، ترأسها عدد من وجهاء المناطق التي تتعرض لقصف مستمر، بهدف إقناع فصائل المعارضة بالاندماج في غرفة عمليات عسكرية موحدة تضع خططًا حربية توقف هدر المناطق التي تتساقط واحدة تلو الأخرى.
كما وجّه “بشار القادري” قائد فصيل “جند الملاحم” المعارض دعوة للفصائل العسكرية المعارضة إلى التوحد تحت راية واحدة، و نبذ الخلافات و دحض كل ما يساهم بتشتيت الجهود و تفريق الصفوف.
و تبقى آمال المدنيين بتوحد الفصائل العسكرية مرهونة بـ “عناد” كبير من القادة العسكريين، كما أنّ تبعية السواد الأعظم من تلك الفصائل لغرفة “الموك” و جهات أخرى يضع ألف عائق أمامها في طريق التنسيق العسكري على أقل تقدير.