تخوض قوات “فجر ليبيا” وهي مجموعة من الكتائب الثورية التي أسقطت نظام العقيد معمر القذافي صراعاً ضارياً منذ شهور ضد قوات الجنرال “خليفة حفتر المدعوم من الغرب والنظام المصري وبعض أنظمة الخليج.
ويتخذ الصراع الليبي شكلاً معقداً بعد التغييرات الإقليمية التي سببتها معركة عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، ورغم مساندة المملكة لقوات خليفة حفتر ضد ثوار ليبيا فإن اللاعب الإيراني اقتحم الساحة الليبية مؤخراً من بوابة دعم حفتر وحلفائه.
وتتشكل قوات حفتر من خليط غير متجانس من ضباط وعسكريي جيش القذافي السابقين و أفراد بعض القبائل وفي مقدمتها الزنتان بالإضافة إلى مرتزقة من دولة تشاد المجاورة.
أما عن الدعم الإيراني فقد أفادت مصادر مقربة من الثوار عن ضبطها مؤخراً لذخائر إيرانية أبرزها صواريخ “غراد” تم إدخالها إلى ليبيا عبر مصر الحليف الجديد للجمهورية الإسلامية، وبحسب المصادر فإن مستشارين ايرانيين بدؤوا بالتوافد إلى ليبيا بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها قوات حفتر أمام الثوار الليبيين رغم الدعم اللامحدود والإسناد الجوي من قبل مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد تداول بعض نشطاء الثورة الليبية وثيقة صادرة عن برلمان طبرق الموالي لحفتر نهاية العام الماضي ، تمت بموجبها الموافقة على افتتاح مراكز “تعليم دين إسلامي تابعة للحكومة الإيرانية” فيما وصفه أولئك الناشطون بثمن المساعدة الايرانية لحفتر.
وبحسب الوثيقة فإن تلك المراكز سوف يتم افتتاحها في مدينة بنغازي بعد “تحريرها من الارهابيين” على حد تعبيرها في إشارة لقوات فجر ليبيا، حيث أعربت الحكومة الايرانية عن استعدادها بالمساعدة في القضاء عليهم بالدعم اللوجستي والاسلحة والمعدات حسب بيان نواب طبرق الذين أوكلوا مهمة توقيع وتنفيذ تلك الاتفاقية للجنرال حفتر.
هذا وتستخدم ايران هذه المراكز لنشر المذهب الشيعي في الدول السنّية، حيث لعبت دوراً بارزاً في تحشيد حوثيي اليمن على أساس عقائدي وتدريبهم على مدى عدة سنوات بالتعاون الوثيق مع نظام الأسد.