حذرت بعض المنظمات الإغاثية من الارتفاع المستمر في معدلات تشغيل الأطفال السوريين بازدياد أمد الأزمة السورية, وأفادت جمعيتان تعملان في مجال الإغاثة في لبنان اليوم الخميس بأن أعمار الأطفال الذين أجبروا على العمل انخفضت حتى ست سنوات في لبنان.
وفي أول تقرير شامل عن تشغيل الأطفال أعدته منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) بالتعاون مع منظمة إنقاذ الأطفال, وجدت المنظمة أن عمل أطفال اللاجئين السوريين يشكل أحد مصادر الدخل اليومي لحوالي نصف العائلات السورية اللاجئة في الأردن وفي بعض الحالات يكون المصدر الوحيد للدخل.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف “جولييت توما” : ” بناءً على عمليات المسح والإحصاء التي تمت، فإنه من الواضح أن تشغيل الأطفال قد ازداد بشكل كبير في الفترة الأخيرة”.
فطول أمد الصراع الحاصل في سوريا أدى إلى دفع الآلاف من الأطفال إلى سوق العمل.
وأضاف التقرير أن الكثير من الأطفال يعملون الآن في حصاد البطاطا في لبنان, وفي المحلات التجارية والمطاعم في الأردن, وفي الأفران وإصلاح الأحذية في تركيا.
وكثير منهم يتعرض لمخاطر العمل في مناشر الحجر ومواقع البناء في البلدان المحيطة بسوريا.
وأفاد التقرير بأن ثلاثة من أصل أربعة أطفال شملهم المسح يعانون من مشاكل صحية نتيجة العمل.
وقال أحد الأطفال اللاجئين في لبنان والبالغ من العمر 13 سنة: أعمل في حصاد البطاطا ويجب علي جمعها بأكياس يصل وزنها 10كغ، وفي حال غفلت عن حبة بطاطا واحدة أثناء جمعها أتعرض لضرب مبرح بخرطوم بلاستيكي.
وقال التقرير أن معظم الأطفال في الأردن يعملون ستة أو سبعة أيام في الأسبوع لكسب ما بين 4 – 7 دولار يوميًا.
وكثير من الأطفال يبدؤون العمل في سن أقل من 12 سنة، كما لوحظ في الآونة الأخيرة في لبنان عمل أطفال لا تتجاوز أعمارهم السادسة.
وأشار التقرير إلى أن أرباب العمل يفضلون توظيف الأطفال على الكبار بسبب انخفاض أجورهم. بالإضافة إلى صعوبة إيجاد الكبار لعمل في الدول المجاورة حيث يكاد يكون من المستحيل الحصول على تصريح عمل في لبنان أو الأردن.