لم تعد الحروب تقتصر على القتال بالسلاح وسفك الدماء البشرية، وإنما تطور إلى حروب مختلفة، وأبرزها الحرب الإعلامية، ثم جاء نوع جديد اسمه الحرب الإلكترونية..
آخر هذه الحروب ما حدث مساء الحميس الماضي، حين شن قراصنة إلكترونيين هجوماً ” كاسحاً ” على إحدى عشرة قناة تلفزيونية فرنسية تابعة لشبكة TV5 Monde فتوقفت عن البث منذ مساء الخميس، بعد تعرضها لـ”هجوم إلكتروني فائق القوة”، وفق ما أكد مدير الشبكة، وأشارت التقارير إلى أن المسؤولين عن تنفيذ العملية مجموعة من قراصنة الانترنت، لهم صلة بتنظيم “الدولة الإسلامية “.
الهجوم بدأ على الشبكة قرابة العاشرة ليلاً بتوقيت باريس، وكان فريق العمل يواصل جهوده لاستعادة السيطرة على الإرسال بعد ساعات من الهجوم.
ووفق وزارة الاتصالات والثقافة الفرنسية، فإن الشبكة تقدم برامج ترفيهية وإخبارية وثقافية على مدار الساعة باللغة الفرنسية، وتصل إلى 260 مليون مشترك، وهي تعمل بموجب شراكة بين حكومات فرنسا وكندا وسويسرا.
ولاحقاً، أكد المدير العام للشبكة أن الهجوم الالكتروني على الشبكة ” حدث غير مسبوق اطلاقاً في تاريخ التلفزيون”، موضحا أن ” الهجوم جرى عبر شبكات الانترنت “، وأن المحطة فقدت السيطرة أيضاً على مواقعها بالإنترنت وصفحاتها على فيسبوك وتويتر، وبدلاً عن ذلك بُثت على هذه المواقع مطالب لتنظيم الدولة.
من جانبها رجحت الحكومة الفرنسية فرضية الإرهاب وراء عملية القرصنة الواسعة التي استهدفت قناة تي في5 موند، وشنها أشخاص قالوا إنهم ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية.
وقال وزير الداخلية برنار كازنوف بعد اجتماع مع مديري محطات التلفزة والإذاعة في فرنسا إن هناك عدة عناصر متقاطعة تحمل على الاعتقاد بأن الهجوم يأخذ طابعاً إرهابياً.. ولم يتطرق كازنوف إلى أي جهة بعينها، وإنما قال “حتى لو تبنت جماعة ذلك فعلينا التحقق من الأمر”..
أما رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس فقد دان في تغريدة عبر ” تويتر ” هذه القرصنة على الشبكة وعدّها مساساً غير مقبول بحرية الاعلام والتعبير”.
الجدير بالذكر أن القراصنة، بحسب ما نشروه على الشبكة المخترقة، وصفوا الهجوم بأنه “جهاد إلكتروني”.. ونشروا عبر مواقع القناة وحساباتها وثائق قالوا إنها بطاقات هوية وسير ذاتية لعدد من المقربين من العسكريين الفرنسيين المشاركين في عمليات ضد تنظيم الدولة.
ووجهوا رسالة للعسكريين الفرنسيين طالبوهم فيها بالابتعاد عن مواجهة تنظيم الدولة واستغلال الفرصة لإنقاذ عائلاتهم، واتهموا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بارتكاب “خطأ لا يغتفر” بخوض حرب لا طائل منها.