درعا….نزوح جماعي ونقص حاد في المساعدات الإنسانية

أدت الحملة الشرسة التي يشنها النظام السوري بمساندة الطائرات الروسية والميليشيات الأجنبية خلال الأسابيع الماضية على قرى وبلدات محافظة درعا المحررة، لنزوح آلاف المدنيين من قراهم هرباً من القصف الجوي الروسي العنيف.

وفي ظل هذا الواقع المرير التي تشهده المنطقة الجنوبية من سوريا، حاولت العديد من المنظمات والجمعيات الإنسانية تقديم يد العون لهؤلاء النازحين قدر المستطاع. لكن تلك المساعدات لم تكن بالقدر الكافي لتأمين احتياجات هذا العدد الكبير من النازحين.

ورصد مراسل مرآة سوريا في درعا، أحمد الغانم، معاناة النازحين في تلك المناطق وما يتم توزيعه من قبل بعض المؤسسات الإغاثية عليهم.

وقال المراسل: تحاول عدة منظمات وجمعيات ناشطة في مجال الإغاثة الإنسانية، على رأسها منظمة أورانتيس وARD وبعض الجهات الأخرى تقديم يد العون قدر المستطاع. وذلك عبر توزيع بعض المساعدات الغذائية والألبسة والمنظفات. وتساهم تلك المساعدات في تخيف سوء حال النازحين والمهجرين إلا أن الكميات الموزعة لا تكفي الجميع.

وقال أحد النازحين ويدعى وسام المحمد، الذي يعيش في إحدى خيام اللجوء التي أجبر غالبية النازحين على اتخاذها مأوى ومسكن لهم بسبب عدم توفر أية بدائل، لمراسل مرآة سوريا، إن “المساعدات التي تقوم تلك المنظمات بتوزيعها تلبي بعض الاحتياجات اللازمة للنازحين من مواد غذائية وغيرها، ولكنها لا تكفيهم. فهم بحاجة لأكثر من ذلك، ولا أقول ذلك طمعاً بالمزيد، لكنها معونات متقطعة ولا توزع بشكل دائم، ولا تكفي سوى لفترة قصيرة من الزمن”.

وعزا عاملون في المنظمات الإغاثية هذا النقص بالمعونات وطول المدة الزمنية بين عمليات توزيع المعونات الغذائية، لعدم توفر التمويل والدعم الكافي، وتقاعس الدول والجهات الداعمة عن تقديم التمويل اللازم لتأمين كافة متطلبات النازحين.

وأوضح أحد العاملين في منظمة ARD أن نقص التمويل تسبب في تراجع قدرة المنظمة على تقديم المساعدات بشكل دوري منتظم يساعد في تأمين كافة الاحتياجات الغذائية للنازحين. مضيفاً: “كنا قادرين على توزيع حصتين غذائيتين لكل عائلة في الشهر الواحد سابقاً، لكننا الآن وبسبب ضعف التمويل لا نستطيع سوى تقديم حصة غذائية واحدة لكل عائلة كل شهرين ونص أو ثلاثة شهور”.

وبحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، فإن القصف الجوي الشديد دفع حوالي 75 ألف مدني للنزوح خارج قراهم بحثاً عن الأمان، حوالي 50 ألفاً منهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

أضف تعليق