أثناء عودة السيدة اليونانية ساندرا تسيليغيردو, ومجموعة من أصدقائها من رحلة بحرية إلى إحدى الجزر اليونانية والتي تدعى “بسريموس” بالقرب من جزيرة كوس, شاهدوا رجلًا عائمًا على سطح البحر فظنوا في بداية أنه غطاس فلوحوا له وحاول ربان القارب الاستدارة بالقارب والابتعاد عنده.
لكن السيدة ساندرا أمعنت النظر جيدًا ولاحظت بأن الرجل يعاني من مشكلة ما فصرخت بصديقها الذي يقود القارب بالعودة بسرعة باتجاه ذلك الرجل, الذي تم سحبه للقارب.
وقالت ساندرا “كان البحر هائجًا والموج عالٍ وهناك رياح قوية والجو غير مناسب للغطس, وأدركت بأن الرجل واقع في مأزق كبير وبحاجة للمساعدة”.
بعد انتشال الرجل من الماء, قامت المجموعة بإخطار خفر السواحل اليوناني بأنهم وجدوا رجلا وقاموا بمساعدته, ليعود رد خفر السواحل بأن عائلة الرجل تبحث عنه وهم بانتظاره في جزيرة كوس.
غادر محمد, الذي تم إنقاذه, الشواطئ التركية في تمام الخامسة من صباح ذلك اليوم, على متن قارب مطاطي بدون محرك, مع 40 لاجئ سوري آخرين باتجاه جزيرة كوس في بحر هائج وعالي الأمواج.
وبحسب ما روى ركاب ذلك القارب لاحقًا, فإن الأمواج كانت عالية جدًا, مما تسبب في وقوع أحد المجاديف التي يعتمد عليها في توجيه القارب في الماء, ولم يتبقى للمجموعة سوى مجداف واحد, مما دفع بمحمد للنزول إلى الماء في محاولة لاسترجاع المجداف المفقود حتى يتمكنوا من متابعة الرحلة باتجاه جزيرة كوس.
أدى الظلام وارتفاع الأمواج لابتعاد محمد رويدًا رويدًا عن قاربه وعن عائلته, وحدث ارتباك كبير لدى بقية ركاب المركب ولم يعرفوا ما الذي يجب فعله لمساعدة محمد, ورموا له سترة نجاة في النهاية فكانت السبب في نجاته.
بعد سبع ساعات من انطلاق الرحلة وصل القارب بسلام إلى جزيرة كوس اليونانية, وقامت عائلة محمد فور وصولها بإبلاغ السلطات اليونانية بفقدان محمد, لتبدأ قوارب خفر السواحل بالبحث عن محمد واستمر البحث لأكثر من خمس ساعات دون جدوى فظن الجميع أنه قد غرق.
أنقذت ساندرا ورفاقها محمد حوالي الساعة السادسة مساءً, بعد ثلاثة عشر ساعة من الصراع مع الأمواج ليصل بسلام في النهاية إلى جزيرة كوس.وقالت ساندرا بأنها تشعر بسعادة بالغة لأنها استطاعت إنقاذ حياة محمد ومساعدته بالعودة إلى عائلته بسلام.