تسريب خاص: النظام يقصف مناطق سيطرته في حلب، تنفيذًا لخطة إعلامية وضعها جهاز المخابرات الجوية

حصل موقع “مرآة سوريا” على معلومات تؤكد قيام قوات النظام باستهداف مناطق مأهولة تقع في نطاق سيطرتها، بهدف توجيه الحدث إعلاميًا ضد قوات المعارضة السورية، و كسب تعاطف دولي عن طريق منابر داعمة توفّر ترويجًا للحدث في وسائل الإعلام الغربية.

و كشف مصدر خاص في العاصمة دمشق، لموقع “مرآة سوريا” أنّ الاجتماع الذي عقدته “أسماء الأخرس”، زوجة رأس النظام بشار الأسد أوائل العام الحالي، مع رؤساء و مدراء الصفحات و المواقع الالكترونية الموالية للنظام لم يقتصر على ساعة من الزمن قضتها “الأخرس” مع أكثر من 30 شابًا و شابّة في “حوارات إعلامية” كما وصفتها قنوات النظام الموالية بل إنّ الاجتماع كان ينطوي على كواليس سبقته و تلته، تجعل منه اجتماعًا أمنيًا أكثر منه إعلاميًا.

و قال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنيّة:”لم يكن ذلك الاجتماع عفويًا، لقد كان بدعوة من جهاز المخابرات، و حضر الجميع قسرًا لا اختيارًا كما تم الترويج له”.

و أوضح المصدر المقرب من دوائر إعلامية موالية للنظام أنّ “من حضر من رؤساء و مديري الصفحات و المواقع الإعلامية الشهيرة الموالية للنظام، بقوا في دمشق لمدة 4 أيّام، تلقوا خلالها تعليمات واضحة و صريحة من جهاز المخابرات الجويّة تحديدًا حول كيفية تناول الأحداث إعلاميًا و وجوب الالتزام بالتعليمات “دون أخطاء لا تغتفر”.

ومن بين أهم المعلومات التي زوّد المصدر بها موقع “مرآة سوريا” كانت أحد بنود ورقة تسلم نسخة عنها كل ممثل عن الجهة التي يعمل بها في اليوم الرابع و الأخير من “الاجتماع”، حيث يقول البند حرفيًا:”وفق معلومات عسكرية سرية فإنّ المجموعات المسلحة تسعى في الفترات القادمة لشنّ هجمات إرهابية و انتحارية على مواقع للجيش العربي السوري و مرافق عامة و أحياء مأهولة، و بناء على توصيات خبراء إعلاميين يقودون الحرب الإعلامية ضد الإرهابيين و ينسقون مع جهات إعلامية هامّة تكشف زيف الإعلام الذي تحشد له قطر و السعودية و تركيا و تقدم له الدعم الكامل و تضعه بين أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة”.

هذا البند الذي يشير بوضوح تام إلى نية النظام القيام بضربات عسكرية (و غالبًا ستكون سيارات مفخخة أو قصف مدفعي أو غارات جوية – تعليق المصدر-) على نقاط معينة تخضع لسيطرته، يهدف إلى استغلال الحدث إعلاميًا عن طريق اتهام قوات المعارضة السورية بشن هذه الهجمات.

و بإسقاط هذه المعلومات على الأحداث التي تعيشها مدينة حلب، و المجازر الدامية التي تشهدها، ويحرص ناشطون إعلاميون معارضون على عرضها و نشرها على مستوى واسع أمام الرأي العام العالمي، نجد أنّ قوات الأسد نفّذت فحوى البند السابق في 3 مناسبات.

و وثّق مراسل “مرآة سوريا” في حلب استهدف النظام لمناطق خاضعة لسيطرته في مدينة حلب، حيث شنّت مقاتلة تابعة لسلاح الجو السوري حيًا سكنيًا في منطقة “الميدان” بتاريخ 29 نيسان/أبريل 2016، كما قصفت مدفعية النظام بصواريخ “فيل” و اسطوانات متفجرة أحياء: “الموكامبو، الشهباء، السريان، شارع النيل، الخالدية، شارع فيصل، شارع تشرين” بتاريخ 3 أيار/مايو الجاري، و جميع هذه الأحياء خاضعة بشكل كامل لسيطرته أو سيطرة الميليشيات الموالية له.

و بعد المجزرة التي أخذت ضجة إعلامية واسعة، و التي ارتكبتها الطائرات الروسية في حي الصاخور بمدينة حلب، بعد أن استهدفت مشفى القدس و دمّرته بالكامل فوق أكثر من 150 شخصًا، قتل منهم 53 بينهم آخر طبيب أطفال في المدينة، قامت قوات النظام الثلاثاء 3 أيار/مايو الجاري بافتعال تفجير أمام مشفى “الضبيط” في حي المحافظة الخاضع لسيطرتها، يعتقد ناشطون أنّه ناجم عن انفجار سيارة مفخخة أو أسطوانة متفجرة تم اطلاقها من مناطق النظام مع استحالة اطلاقها من مناطق سيطرة المعارضة قياسًا إلى الجهة التي تضررت بالقصف، غير المقابلة للمناطق المحررة.

و استخدمت وكالة أنباء النظام “سانا”، و القنوات التلفزيونية و المواقع الموالية له أخبار هذا القصف و نسبته إلى “جبهة النصرة”، و “فصائل إرهابية مسلحة”، في إشارة منها إلى قوات المعارضة السورية، التي أصدرت فصائلها عدة بيانات تؤكد فيها أنّ النظام هو من يقصف تلك الأحياء و تخلي مسؤوليتها من ذلك.

و نشر الإعلامي “إسماعيل مطر”، الذي يعمل لصالح صحيفة “البعث” الناطقة باسم حزب النظام الحاكم في سوريا، ابن مدينة الحسكة و الذي كان ممن تسلموا “ورقة التوجيهات” في دمشق، منشورًا على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك يقول فيه:”ليس من يحمل السلاح وحده من يقدم روحه.. هناك من يستشهد داخل منزله و يقدم روحه فداء لهذا الوطن دون أن يدري.. ملتقانا الجنة بجوار ذي الفقار”، فيما يبدو أنّه تعليق منه على القتلى الذي سقطوا باستهداف قوات النظام لأحيائهم في حلب.

و دشّن الموالون للنظام وسمًا حمل اسم “#تحيا_حلب”، بهدف التلفيق الإعلامي و نسب المجازر التي ترتكبها الطائرات الروسية و طائرات النظام إلى فصائل المعارضة السورية، و استخدموا في هذا الوسم صورًا نشرها ناشطون معارضون لضحايا تلك المجازر، و راحت قنوات إعلامية معروفة تتبنى رواية إعلاميي النظام مثل “روسيا اليوم”، و “بي بي سي”.

أضف تعليق