من خلال رصد موقع مرآة سوريا لمواقف وردود أفعال أهم الشخصيات وأكثرها تأثيراً على الفصائل المسلحة في سوريا على المجازر المتنقلة التي تشهدها أحياء مدينة حلب خلال الأيام الماضية، لفت موقف أبو قتادة الفلسطيني أحد أهم منظري تيار السلفية الجهادية وأكثرهم نفوذاً على “جبهة النصرة” فرع تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام.
فخلال اليومين الماضيين خصص “الفلسطيني” جزءاً كبيراً من تغريداته لموضوع “الاستحلال والتشريع” ، وخلاصته تكفير كل من دخل إلى المجالس البرلمانية التشريعية سواء اعتقد ببطلان تشريعاتها “الوضعية” أو لم يعتقد بحسب ما ذهب إليه الفلسطيني.
وبالإضافة لدروس “التفسير” وشرح بعض الكتب، قام “الفلسطيني” بإعادة تغريدات عبد الله المحيسني والتي نشر فيها عبر موقع التدوين المصغر “تويتر” صوراً مؤثرة التقطت في بعض أحياء حلب.
وفي الوقت الذي غابت فيه عن مواقع “الفلسطيني” ، أي دعوات للفصائل الجهادية وخصوصاً جبهة النصرة وجند الأقصى التي يتمتع بتأثير قوي على مقاتليها، بهدف تحريضها على الزج بمزيد من قواتها على جبهات النظام في حلب، أو تحريك بعض الجبهات النائمة مثل “الساحل” ، والتي يؤدي تحريكها بحسب العديد من الخبراء في الشأن العسكري إلى إرباك النظام، فإن “الفلسطيني” هاجم في تغريدة له من أسماهم بـ”شرعيي الفصائل المفحوصة” في إشارة للفصائل العسكرية التي يتهمها الفلسطيني بالتعامل مع الغرب.
وجاء في التغريدة شديدة اللهجة ما نصه : “بعض شرعيي الفصائل المفحوصة ومن لف لفهم أحق بالحبس من السراق،وأحق بالتقييد من الكلاب المسعورة ليتهم يٓعقِلون أو يُعقٓلون. شرعي:كبيرة على قزم”
وبحسب ناشطين فإن في هذه التغريدة تعريض بسمير الكعكة شرعي جيش الإسلام ،والذي ظهر مساء اليوم متوعداً ومهدداً بقية الفصائل في الغوطة الشرقية ومهدداً لهم بالاستئصال.
كما قام “أبو قتادة” في تغريدة أخرى، بتبيان حكم “من يكره الخوارج” حيث ذهب أنه “يكفر” إذا كان يكرههم لأنهم يريدون “أن يطبقوا شرع الله” ، دون أن يبين “الفلسطيني” كيف يمكن للخوارج أن يقيموا شرع الله؟
يذكر أن أبو قتادة الفسطيني, الشهير بفتاوى قتل عوائل وأطفال جنود الجيش الجزائري في التسعينات, كان يقضي محكوميته بتهم دعم “الإرهاب” في بريطانيا, قبل أن تلسمه الأخيرة للأردن بطلب من أجهزتها الأمنية, لتقوم بدورها بإطلاق سراحه في العام 2014, ليتحول إلى أكثر المنظرين تأثيراً في الأوساط الجهادية داخل سوريا.