الطفلة لميس.. لم تثر براءتها عواطف “الإنسانيين” بقدر ما أثارتها “شبيحات” الزارة!

لم تحصل الطفلة لميس ذات السبعة أشهر على ذات الضجة الإعلامية التي أحدثها تحرير قرية الزارة بريف حمص الشمالي، و قتل عدد من الميليشيات العلوية فيها.

و سارعت شخصيات، و صفحات و هيئات محسوبة على الثورة السورية إلى التنديد بقتل “المدنيين” في قرية الزارة التي سيطرت عليها المعارضة السورية قبل 3 أيام، دون أن تلتفت تلك الجهات إلى أنّ أولئك “المدنيين” كانوا يحملون السلاح، نساءً و رجالًا، و قاموا بقتل عدد من مقاتلي المعارضة أثناء معارك تحرير القرية.

وسائل إعلام النظام بدورها عمدت إلى تلفيق الصور لإظهار “وحشية” مقاتلي المعارضة، و نهجت في ذلك بعض الجهات الإعلامية المحسوبة على الثورة، بهدف “تلميع صورتها” أمام العالم الغربي، بحسب ما وصفه ناشطون.

أخذت العشرات من الصفحات الموالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لمجازر ارتكبها نظام الأسد في أوقات سابقة، و نسبتها إلى ما أسمته “مجازر الإرهابيين في قرية الزارة الآمنة”، و تعدّى التلفيق الحدود حين اقتبست تلك الصفحات صورًا لمجازر إسرائيل في قطاع غزة، مدعية أنّ هذه المجازر في “الزارة”.

يأتي ذلك في ظل صمت يستغربه ناشطون إعلاميون في حي الوعر، عن الحصار المطبق الذي يرمي بظلال سوداء مقيتة على الحي، تنعكس على حال أكثر من 150 مدني محاصر داخل الحي الصغير.

لا خبز، و لا غذاء، و لا دواء، لا متنفس للخروج و الدخول من و إلى الحي، عناوين رنانة يمكن أن تنشغل بها وسائل الإعلام الثورية، لكنها لا تفعل!، و تتحرى أن تخوض في “مجازر الزارة” الوهمية، بحسب “أبو أحمد ماضي”.

الطفلة “لميس” ذات السبعة أشهر، فاضت روحها قبل يومين بسبب عدم وجود الأدوية داخل حي الوعر المحاصر، و تعنّت قوات النظام و منع إخراجها من الحي لتلقي العلاج، و رغم أنّ ناشطي الوعر حرصوا على التنويه مرارًا و تكرارًا بالمأساة الإنسانية التي يعيشها الحي، فإنّ “لميس” ضحية هذه المأساة، لم تثر “عواطف” دعاة الإنسانية من الإعلاميين و السوريين ممن انتفضوا لصورة جثتي امرأتين لقيا حتفهما على يد مقاتلي المعارضة السورية بعد أن وجها نيران أسلحتهما باتجاههم خلال معارك “الزارة”.

أضف تعليق