هروباً من الموت يهرع الآلاف من النازحين السوريين القادمين من المناطق الشمالية والشرقية قاصدين محافظة السويداء عن طريق البادية بمساعدة من البدو، سكان تلك المنطقة، مقابل مبالغ مادية يدفعونها لهم، ولا تخلو رحلتهم من شتى أنواع الابتزاز من قبل الحواجز التابعة لقوات النظام والميلشيات الموالية له .
لم تسجل حالات صدام ومشاحنات بين أهالي السويداء والنازحين على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث تعد أوضاع النازحين في السويداء هي الأفضل بين مناطق النزوح في سوريا، بسبب الحاضنة الشعبية، و الأمان.
ولكن النظام بدأ يبث الإشاعات بأن خلايا نائمة لتنظيم الدولة الاسلامية تريد تنفيذ عمليات إرهابية في محافظة السويداء، فبات أهالي السويداء ما بين مصدق لإشاعات النظام ومتعاطف مع النازحين .
و إثر هذه الإشاعات تم نقل جميع النازحين الى معسكر الطلائع الكائن في قرية رساس والتي تقع جنوب مدينة السويداء بحوالي 6 كم، وبمساعدة متطوعين من الهلال الأحمر تم نصب خيم للنازحين وكان الهلال الأحمر مسؤولاً عن أوضاعهم المعيشية وتقديم العناية الطبية لهم.
وحاليا أوضاع النازحين تسوء يوماً بعد يوم لفرض النظام قيوداً شديدة عليهم فيمنع النازح من الخروج الا بإذن من المحافظ أو الجهات الأمنية وكذلك لمن يريد الدخول.
و يقول “أبو حمد” أحد النازحين في معسكر الطلائع:” أوضاعنا من سيء لأسوأ في المخيم، يروج الموالون للنظام أنّ بيننا إرهابيين تارة، أو بأننا نخطط لأمور تضر بإخواننا في السويداء تارة أخرى، و هو ما شكل ضغطًا كبيرًا علينا، خصوصًا وأنّ النظام يجنّد في السويداء عددًا كبيرًا من الميليشيات تحت أسماء مختلفة”.
و يضيف:”تم نقلنا إلى هذا المعسكر البعيد عن المدينة، و أصبحنا شبه معتقلين، لا يسمح لنا بالخروج و الدخول إلا بإذن و تصاريح و أحيانًا نضطر لدفع رشاوى لأجل ذلك”.
و يرى مطلعون على وضع النازحين في السويداء، بأنّ النظام عمل عن طريق الميليشيات التي جنّدها في المحافظة على إبعاد النازحين عن المدينة، تخوفًا من تأثيرهم على سكانها بحسب زعمه، فمعظم هؤلاء النازحين أتوا من مناطق سيطرت عليها فصائل معارضة للنظام قبل أن تندلع فيها معارك اضطرتهم للنزوح.