الجبهة الشاميّة تمهّد لاستئصال فصيل عسكري معارض معروف ينسّق مع روسيا شمال حلب!

اعتقلت الجبهة الشامية، إحدى مكونات المعارضة السورية في الشمال السوري، الشيخ أحمد محمود فتوح، قائد ما يسمى “ألوية النصر”، مع عدد من عناصر تشكيله العسكري الجديد، على خلفية معلومات مؤكدة – بحسب الجبهة – حول تنسيق فتوح و تواصله مع روسيا.

و بحسب بيان للجبهة الشامية، اطلع عليه موقع مرآة سوريا، فإنّ الجهاز الأمني التابع لها، تمكن من كشف “أحد أخطر المؤامرات التي تحاك ضد الثورة، بحجة الحرص على الأرواح و الدماء”.

و قال بيان الشامية:” إحدى المجموعات المشكلة مؤخراً تحت مسمى “ألوية النصر” أقدمت على التآمر مع روسيا والنظام، وقد ألقى الجهاز الأمني القبض على بعض أفرادها”.

و حذرت الشامية من خطورة هذا المخطط، و دعت المواطنين و جميع فصائل المعارضة إلى ” رص الصفوف والحذر من أمثال هؤلاء، والتعاون بينهم لكشف من يريد الغدر بالثورة وحرفها عن مسارها”.

و كان الشيخ فتوح قد أعلن مطلع حزيران/يونيو عن توحد 16 فصيلًا عسكريًا معارضًا في تشكيل واحد تحت مسمى “ألوية النصر”، و هذه التشكيلات هي: “لواء أحرار الشمال” و”لواء أنصار الشمال” و”لواء شهداء إعزاز” و”لواء الفرقان” و”كتائب الأهوال” و”كتيبة كفر كلبين” و”كتيبة نور الإيمان” و”كتيبة الشهيد علاء بسوت” و”لواء أحرار منبج” و”لواء عباد الرحمن” و”لواء الأمجاد” و”كتائب نور الحق” و”كتيبة مغاوير الشمال” و”كتيبة أسود الثورة” و”كتيبة شهداء سوريا”.
و ينحدر فتوح من حي الكلاسة الخاضع لسيطرة المعارضة السورية بمدينة حلب، و هو من مواليد عام 1992، درس العلوم الشرعية في مدرسة الخسروية، و لديه مهارة خطابية، انخرط في العمل المسلح عام 2012 إلى جانب لواء التوحيد، و انتقل إلى عدة تشكيلات عسكرية معارضة منها: لواء أحرار سوريا، و فرقة السلطان مراد، و عرف بين زملائه باسم “الملازم أحمد محمود فتوح”، في رتبة تكريمية من الوسط المحيط به.

و قال فتوح أثناء تلاوة بيان تشكيل “ألوية النصر” إنّ من أهم أهداف التشكيل محاربة تنظيم الدولة، و منع تقسيم سوريا، في إشارة منه إلى مخططات الميليشيات الكردية بتصنيفاتها المختلفة.

و شهدت الأيام الماضية تداول العشرات من التسريبات حول تشكيل “فتوح”، من بينها تسريبات مكتوبة و صوتية مع عدد من القادة العسكريين المحسوبين على المعارضة السورية في الخراج، مثل عمار الواوي، الذي تثار حوله الكثير الشكوك و التهم بالفساد.

و تؤكد هذه التسريبات تنسيق فتوح مع روسيا، كما تكشف إحداها طلب “الواوي” من فتوح إثبات وجود “ألوية النصر” في مارع و إعزاز، و الإعلان بشكل واضح و صريح عن وقف جميع الأعمال القتالية ضد قوات الأسد، و ذلك بهدف استرضاء روسيا و الخضوع لشروطها من أجل تأمين غطاء جوي لأعمال التشكيل العسكرية المبهمة.

بدوره أوضح المحامي “علي بدران”، أحد مؤسسي “ألوية النصر”، في تصريحات صحفية لموقع “المدن”، أنّ إيجاد حليف جديد للمعارضة في ريف حلب الشمالي أصبح ضرورة ملحة، وإلا ستحل كارثة إنسانية وسياسية إذا ما بقي الحال على ما هو عليه الآن. فالتنظيم و”قوات سوريا الديموقراطية” يسعيان إلى القضاء بشكل كلي على المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي، بينما تقف الولايات المتحدة الأميركية والحلفاء المفترضين للمعارضة، موقف المتفرج إزاء التطورات الخطيرة هناك”.

و يرى “بدران” أنّ للتشكيل و توجهاته أهمية كبيرة لـ “إنقاذ ما تبقى من مكاسب ثورية في الشمال، و قطع الطريق على القوى الطامعة”، في إشارة منه إلى الفصائل الجهادية مثل جبهة النصرة و أحرار الشام و غيرها.

و لم يتطرق بدران المدافع عن “ألوية النصر” و المنتقد للخطوة التي أقدمت عليها فصائل المعارضة السورية باعتقال رئيس التشكيل و أهم عناصره، إلى الجرائم اليومية التي تقوم بها الطائرات الروسية في حلب و عموم أرجاء سوريا، و التي خلّفت الآلاف من الضحايا المدنيين و الجرحى، و تسببت بتدمير مهول للبنى التحتية في المناطق المأهولة.

و يقول “أبو حامد عسكر”، قائد إحدى المجموعات العسكرية المعارضة في ريف حلب الغربي، لموقع “مرآة سوريا” إنّه من غير المقبول التنسيق مع العدو الروسي مهما كانت الأسباب و الدوافع.

و يضيف:”لا يمكنني أن أستوعب فكرة أن أمد يدي إلى من يقتل الأطفال و النساء بشكل يومي، لأجل حجج واهية يدرك كل من يفكر بها بأنّها مجرد مطية لاستدرار الدعم و خلق قوة تطفو على السطح في الوسط العسكري الثوري شمال سوريا”.

و ذكّر “عسكر” بعدم مصداقية “العدو الروسي”، و استشهد بالهدن العديدة التي تم التوافق حولها حول وقف إطلاق النار و إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة و غيرها، و الت يتم خرقها بشكل”معيب” من قبل “العدو الروسي” و “طفله المدلل نظام الأسد”.

و يرى أحد المطلعين عل الوضع العسكري الميداني في الشمال السوري تحديدًا أنّ هذه الخطوة “غير المسبوقة” في التنسيق مع روسيا لا بدّ و أنّها ستلقى رفضًا قاطعًا من قبل فصائل المعارضة السورية، و من قبل الشعب السوري الذي يذوق الأمرين يوميًا بفعل قصف الطائرات الروسية.

و يقول لمراسلنا في إدلب، أحمد خطيب:”ربما تكون هذه الخطوة كرد فعل على تخلي الدول التي تدعي دعم المعارضة السورية عن الفصائل المقاتلة، مثل السعودية و تركيا و قطر، و أمريكا”، معتبرًا أنّ “معركة الوجود في وسط يحوي قوى عسكرية كبيرة متفاوتة القوة، قد تدفع بالبعض إلى اللجوء إلى العدو بهدف الحصول على قوّة كبيرة، تساعده في إثبات نفسه على الأرض، يحمي بها نفسه من خطر التهامه من قبل الفصائل الأخرى”.

و يردف بالقول:”و إن حصل ذلك، فعلى هذا الفصيل أن يدرك أنّه عادى الشعب برمته، و خان دماء مئات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا على يد هذا العدو الذي يجلس بحضنه”.

و تبقى خطوة التنسيق مع روسيا، خطوة جريئة لفصيل عسكري حديث التشكل في منطقة تحوي مئات التشكيلات العسكرية التي ترى في صراعها مع نظام الأسد و حليفته روسيا صراع بقاء أو لا بقاء، و في سابق الأيام أمثلة عديدة لفصائل تم استئصالها بسبب تبعيتها المطلقة و المعلنة لجهات أمريكية أو غربية.

أضف تعليق