في سوريا، و بظل حكم الأسد.. أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية على الفيسبوك قبل بدء الامتحان بساعات!

لا يعتبر الموالون لنظام الأسد، و رجال حكمه و موظفوه، أنّ الفيسبوك و التويتر، و الواتس أب، و غيرها من البرامج، هي وسائل للتواصل الاجتماعي فقط، بل يتعدى مفهومها لديهم إلى “خلطة سحرية” للنجاح في الامتحانات دون دراسة!.

حيث قام موظفون في دوائر الامتحانات بتسريب أسئلة امتحانات الشهادة الثانوية لمواد: الرياضيات، التربية الإسلامية، واللغة العربية، و نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في المجموعات و الصفحات الموالية، و ذلك قبل ساعة (على الأقل) من بدء الامتحان!.

الطالب م.ح، يقول لموقع مرآة سوريا عبر اتصال هاتفي:”درست و تعبت طول سنة كاملة، و الآن أنا أتساوى مع من لم يدرس البتة، بل هو أفضل حالًا مني، لديه أسئلة الامتحان قبل بدئه، وأنا ليس لدي إلا رحمة الله”.

بينما اعتبرت الطالبة ر.ك، أنّ التسريب اتفق عليه مسبقًا، و قالت:”خلال فترة الدراسة كن من معي في الصف من بنات الطائفة العلوية لا يدرسن، و يكتفين بالقول: سنرى من سينجح و من سيرسب آخر العام، إلا أنني لم أكن أتوقع أبدًا أن تسرّب الأسئلة إليهنّ بهذا الشكل، وأنهن كنّ يتحدثن عن ذلك قبل شهور من الامتحان!”.

و أضافت:”لا مشكلة لدي في نجاحهنّ، أتمنى فقط أن يتم منحي الدرجة التي أستحقها، و أن لا تكون النتائج المرتفعة لفئة معينة على حساب أخرى”.

الأستاذ رضا المحمد، أحد المنشقين عن نظام الأسد، و النازحين إلى المناطق المحررة بمدينة حلب، قال:”لا عجب في ذلك، هذا الأمر قديم بعدة أشكال، كان يضغط علينا في التساهل أثناء المراقبة إن كنا في مدرسة بها ابن ضابط أو مسؤول”.

و يردف بالقول:”في امتحانات الشهادة الثانوية عام 2008، تعرضت للضرب المبرح من قبل عدد من عناصر مسلحة بعيد انتهاء امتحان الرياضيات، تبين لي عندها أنهم مرافقة أحد أبناء الضباط الذي كان يقدم امتحانه في تلك المدرسة، و قمت بسحب ورقة الامتحان منه بسبب ضبط “روشتات” (قصاصات ورقية للغش) بحوزته!”.

أما الأستاذ خليل جمعة، و هو أحد المدراء السابقين لإحدى المدارس بمدينة حمص، فقال:”نحن ننتظر جيلًا فاشلًا، سيستخدم الآلات الحاسبة إن أراد جميع 1+1، و لن يستطيع تكوين جملة عربية سليمة من فعل و فاعل و مفعول به.. نحن ننتظر جيلًا يعتبر أنّ الفلسطينيين يحتلون إسرائيل، هذا الجيل برعاية نظام الأسد”.

أضف تعليق