ماذا يريد جيش الفتح من معركته الجديدة في ريف حلب الجنوبي؟

لم يكن من المستغرب أنّ تتكاتف ثلاث قوى، تقف وراءها عشرات التنظيمات الميليشوية، لإطباق الحصار على مدينة حلب شمال سوريا، خصوصًا و أنّ الخطة الإيرانية الأخيرة لاحتلال حلب، لاقت فشلًا ذريعًا قبل أيام قليلة من بدء تنفيذها، بعد أن شنّ جيش الفتح هجومًا مباغتًا على معاقل الميليشيات الإيرانية تحديدًا في ريف حلب الجنوبي أوائل أيار/مايو الماضي.

شهر أيار المنصرم شهد هجومًا عنيفًا على طريق الكاستيلو، الشريان الوحيد للأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة السورية في مدينة حلب، هذا الهجوم المستمر، يأتي بتنسيق مشترك بين جيش الأسد و الميليشيات الكردية و روسيا.

طريق الكاستيلو قطع في مرات عديدة خلال الأشهر الماضية من قبل الميليشيات الكردية، التي تتمركز في حي الشيخ مقصود، و تتموضع في كتل من الأبنية المشرفة تمامًا على الطريق، إلا أنّ هذه المرّة ليست كمثيلاتها، كما يوضح جمعة علي، مراسل مرآة سوريا في حلب، فنظام الأسد، و روسيا، و الميليشيات الكردية يصرون على قطع الطريق، و عشرات الضحايا و الغارات الجوية و القصف المدفعي، و عمليات القنص للمارين على الطريق، مدنيين و عسكريين، دليل واضح على أنّ القوى الثلاث المتحالفة تريد قطع الكاستيلو بشكل دائم.

هذا الأمر دفع بقيادات فصائل المعارضة العسكرية إلى إيجاد طريق بديل، و بالنظر إلى خارطة السيطرة، و طبيعة المنطقة الجغرافية، فإنّ الطريق الأجدى هو وصل الريفين الغربي و الجنوبي لمدينة حلب، بالأحياء الشرقية منها.

و ينقل مراسلنا عن مصدر عسكري في جيش الفتح قوله إنّه “من غير المقبول أن تحاصر حلب بقطع الكاستيلو”، مبينًا أن فصائل جيش الفتح بحثت على مر الأيام الثلاثة الماضية الحلول الممكنة لمنع حصار حلب، و خلصت إلى ضرورة فتح طريق جديد، من خلال فتح معركة تبدو كأنها استكمال لما بدأه جيش الفتح الشهر الماضي في ريف حلب الجنوبي.

و يضع جيش الفتح نصب عينيه على منطقة الراموسة الاستراتيجية، التي يعني النظام و حلفاءه أهميتها الكبيرة لمدينة حلب، و للمخططات الجديدة الإيرانية، و الروسية، لاحتلال حلب، فسيطرة جيش الفتح على الراموسة، و ما يسبق ذلك من سيطرته على عدد من القرى و البلدات، يعني أنّ المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب المدينة ستحاصر من قبل المعارضة، و هذا تمامًا يعاكس أهداف الإيرانيين و “حربهم المقدسة” في حلب.

و شنّ جيش الفتح الجمعة 3 حزيران/يونيو هجومًا على معاقل النظام في ريف حلب الجنوبي، فسيطر على قرية معراتة، و تلال قرية القراصي، و على عدد من النقاط الهامة التي كانت تتمركز فيها قوات النظام و ميليشياته في محيط منطقة خان طومان.

و تمكنت الفصائل المهاجمة خلال الساعات الأولى من الهجوم تكبيد الميليشيات الموالية للنظام خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد، و عاد منظر المفخخات التي تنفجر في تحصينات جيش الأسد إلى الواجهة من جديد، في منظر لا شكّ أنه يؤرق “المستشارين العسكريين الإيرانيين”، الذين تحرص إيران على إيفادهم لإدارة المعارك في سوريا.

أضف تعليق