تمت في الآونة الأخيرة عملية تغيير واسعة في مسميات عدة بلدات ومدن شمال سوريا وهي بلدات سيطرت عليها ميليشيات كردية انفصالية يهيمن عليها سياسياُ ما يعرف بحزب العمال الكردستاني “بي كي كي” يأتي هذا ضمن رسالة توجهها هذه المنظمة للعنصريين الأكراد بأنهم يسيطرون على قرى وبلدات بغرض جعلها كردية.
في هذا السياق علق الباحث في شؤون الجزيرة السورية، “مهند الكاطع” على أن منظمة حزب العمال الكردستاني تقوم بتغيير مسميات القرى والبلدات لمحو الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها تلك المليشيات، والتي وثقتها منظمات محلية ودولية ومنها منظمة العفو الدولية، وربما رغبة أيضا في تخفيف الاحتقان التركي حيال دعم الأمريكان لقوات الحماية التابعة لحزب العمال الكردستاني”.
ويضيف الكاطع في تصريحات لموقع عربي 21 “برأيي موضوع تغيير أسماء المدن التاريخية القديمة التي تعود للحقبة الآرامية والآشورية والنبطية العربية، هو أمر لا يعدو كونه هرطقة لا قيمة لها ولا معنى ولا تأثير، فبلدة تاريخية مثل رأس العين تم تحويرها وترجمتها إلى الكردية ليدعي هؤلاء بأنها مدينة كردية، ليُرضوا بعض العنصريين ويضمنوا مساندتهم”.
وقد ادعت قناة “روناهي” المقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أن مدينة منبج هي كردستانية الأصل كان يطلق عليها اسم “مابوك” وتعني العروسة الخالدة، وأن أجداد الكرد استولوا عليها بعد مهاجمة بلادهم من قبل أقربائهم “الميتان هوريين” ثم استولى عليها الآشوريون قبل أن يستعيدها أجدادهم بحسب القناة الكردية.
كما اعتبر مركز “روج آفا” للدراسات، الذي أسسته مجموعة “من نخبة المثقفين الأكراد”، بحسب ما يعرف نفسه، أن مدينة حلب (الشهباء) هي مدينة كردية، احتلها العرب الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية، في دلالات تاريخية لم تخل من الخيال و التأليف.
ونقل موقع عربي21 عن الصحفي السوري “عبو الحسو” قوله:”إن ما يفعله حزب الاتحاد الديمقراطي فعله قبل ذلك نظام البعث بتعريب أسماء القرى الكردية والتركمانية، وأضاف “حتى الدولة الأيوبية عندما حكمت حلب لم يكن الرعية كرداً، وإن كان الحكام الأيوبيين من الكُرد”.
يذكر أن تنظيم الدولة أيضاً يستبدل أسماء البلدات والمدن التي يسيطر عليها بأسماء لها طابع ديني، فعين العرب عند التنظيم أصبحت “عين الإسلام” ودير الزور باتت “ولاية الخير” والحسكة تسمى “ولاية البركة”، كما استبدل أسماء بلدات في ريف حلب بعد سيطرته عليها، فـ”دير حافر” أصبحت “دار الفتح” و”مسلمة” اسم أطلق على مدينة “مسكنة”، ومدينة البوكمال باتت “ولاية الفرات”.
هذا وقد أبدى بعض السوريين استياءهم من إصرار الأكراد والتنظيم على تغيير أسماء القرى والبلدات التي يسيطرون عليها معتبرين أن هذه محاولة لتغيير الحقائق وتزوير الواقع بينما اعتبر البعض أن الأمر مثير للسخرية ولا يغير من حقيقة الأمور شيئاً.