اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة السورية من جهة، و ميليشيات شيعية محلية و أجنبية موالية للنظام من جهة أخرى في مدينة حلب الليلة الماضية.
و قال مراسل مرآة سوريا في حلب إنّ الميليشيات التابعة للدفاع الوطني، و حزب الله اللبناني، و الميليشيات الإيرانية، حاولت مع الساعات الأولى من ليلة السبت 25 حزيران/يونيو 2016 التقدم على جبهتي جمعية الزهراء و حي بني زيد.
و مهّدت الميليشيات المهاجمة لتقدمها بقصف مدفعي و صاروخي عنيف، حيث قامت راجمات الصواريخ بقصف المنطقة برشقات متتالية من الصواريخ المختلفة.
و تصدت قوات المعارضة السورية للهجوم، و تمكنت من تكبيد الميليشيات المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح و العتاد.
و قالت شبكة شام الإخبارية الميدانية، إنّ أكثر من 60 عنصرًا من الميليشيات الشيعية المهاجمة قتلوا خلال محاولة التقدم، مشيرة إلى أنّ 48 قتيلًا سقطوا على جبهة حي بني زيد، و 18 على جبهة جمعية الزهراء.
و ينشط لواء القدس الذي يضم متطوعين فلسطينيين، غالبيتهم ينتمون للطائفة الشيعية، في المنطقة، و تهدف القوات المهاجمة إلى الوصول إلى طريق الكاستيلو، الذي يعتبر شريان الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.
و تحاول قوات النظام و ميليشياتها الموالية التقدم على جبهات الملاح و حندرات منذ فترة، حيث تطمح من ذلك إلى رصد طريق الموت (الكاستيلو) و قطعه بشكل نهائي بالتنسيق مع الميليشيات الكردية المتمركزة في حي الشيخ مقصود المشرف هو الآخر على الطريق.
و كان حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، قد قال يوم أمس إنّ الحزب يتواجد بعدد كبير في حلب، و أنّه يعزم على زيادة هذا العدد، واصفًا المعارك التي تدور في المدينة بأنّها “معركة حقيقية كبرى”.
و نفى نصر الله في خطابه الذي جاء بمناسبة أربعينية القيادي في الحزب، مصطفى بدر الدين، الذي قتل في سوريا أيضًا أن تكون الأرقام التي تتداولها وسائل الإعلام “الممولة من نظام آل سعود” عن عدد قتلى الحزب في سوريا صحيحة، قائلًا إنّ عدد قتلاه 26 فقط، منذ بداية الشهر الجاري!.
و توقع متابعون أن ينسق الحزب لهجوم مباغت في حلب، تزامنًا مع خطاب نصر الله، حيث يحرص الأخير على هكذا فعل مع كل خطاب يدلي به.
و قال “قاسم الراعي”، قائد إحدى المجموعات التابعة للجيش الحر المرابطة على جبهات حلب:”كنا متيقظين على الجبهات، متيقنين من هجوم مرتقب، و بالفعل بدأت الاشتباكات منتصف الليل، و استمرت حتى الصباح، و كسرنا شوكة الهجمة، و ارتكبنا مجزرة بحق من أراد اغتصاب و احتلال أراضينا”.