هاجم رأس النظام في سوريا، بشار الأسد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على خلفية الخطوات التي اتخذتها الحكومة التركية بعد محاولة الانقلاب العسكري الفاشل الجمعة الماضية.
و قال بشار الأسد في مقابلة مع وكالة “برنسا لاتينا” الكوبية، الخميس 21 تموز/يوليو 2016 إنّ أردوغان استخدم الانقلاب من أجل تنفيذ أجندته المتطرفة، و هي أجندة الإخوان المسلمين داخل تركيا.
و أضاف الأسد:” ينبغي أن ننظر إلى هذا الانقلاب بوصفه انعكاسا لعدم الاستقرار والاضطرابات داخل تركيا.. وبشكل رئيسي على المستوى الاجتماعي.. قد يكون الأثر سياسيا أو أي شيء آخر.. لكن في المحصلة فإن المجتمع هو القضية الرئيسية عندما يتزعزع استقرار البلد.. وبصرف النظر عمن سيحكم تركيا ومن سيكون الرئيس ومن سيكون قائد تركيا فهذه قضية داخلية.. ونحن لا نتدخل ولا نرتكب مثل هذا الخطأ بالقول بأن على أردوغان أن يرحل أو يبقى.. هذه قضية تركية.. وعلى الشعب التركي أن يتخذ القرار بذلك الشأن.. لكن الأكثر أهمية من الانقلاب نفسه هو أن علينا أن ننظر إلى الإجراءات والخطوات التي اتخذها أردوغان وزمرته خلال الأيام القليلة الماضية.. عندما بدؤوا بمهاجمة القضاة وعزلوا أكثر من 2700 قاض من مناصبهم وأكثر من 1500 أستاذ جامعي وأكثر من 15000 موظف في قطاع التعليم.. ما علاقة الجامعات والقضاة والمجتمع المدني بالانقلاب… إذا.. هذا يعكس نوايا أردوغان السيئة وسلوكه السيىء ونواياه الحقيقية حيال ما حدث لأن التحقيق لم ينته بعد.. كيف اتخذوا القرار بعزل كل أولئك الناس… إذا.. فقد استخدم الانقلاب من أجل تنفيذ أجندته المتطرفة وهي أجندة الأخوان المسلمين داخل تركيا.. وهذا خطير على تركيا وعلى البلدان المجاورة لها بما فيها سوريا”.
و زعم الأسد أنّ هدف جيشه هو قتال داعش و جبهة النصرة و أحرار الشام و جيش الإسلام، بسبب ارتباط فكرهم بإيديوليجيات تنظيم القاعدة، بحسب وصفه.
و تغنّى الأسد الذي تسبب بمقتل نحو مليون شخص خلاله قمعه الدموي للحراك المناوئ المندلع في البلاد منذ منتصف آذار/مارس 2011، بما أسماه “حياة الشعب السوري الطبيعية”، و قال:”إنّ الانسجام بين أطياف النسيج السوري حقيقي وأصيل، و قد فشل الإرهابيون وحلفاؤهم في المنطقة والغرب في زرع الانقسام بين السوريين”، مضيفًا:” فرضوا حصارا مباشرا على الحدود السورية من خلال الإرهابيين ومن الخارج عبر الأنظمة المصرفية في العالم ورغم ذلك كان الشعب السوري مصمما على أن يعيش حياة طبيعية قدر الإمكان”.
و هاجم الأسد المعارضة السورية، و اتهمها بالولاء لأمريكا و دول الغرب، و ارتباطها بأجهزة مخابرات دول أجنبية و عربية، و قال:” كلمة معارضة تعني استخدام وسائل سلمية وليس دعم الإرهابيين وأن تكون لها قواعد شعبية تتكون من سوريين وليس من وزارات الخارجية في المملكة المتحدة أو فرنسا أو أجهزة المخابرات في قطر والسعودية والولايات المتحدة ففي مثل هذه الحالة هؤلاء يسمون خونة”.