هل تكررت مجزرة الحولة في قريتي قزحل و أم القصب؟

تواصلت التقارير التي تتحدث عن وقوع مجازر مروعة بحق المدنيين في قريتي قزحل و أم القصب، و رغم أنّ معظم هذه الأخبار لا تحمل أرقامًا دقيقة أو أسماء موثقة، فإنّ موقع “مرآة سوريا” رصد بعض التصريحات من أهالي مدنيين قرروا البقاء في القرية و انتهى بهم المطاف إلى المصير المجهول.

و كانت قوات النظام قد شنّت في الخامس عشر من الشهر الجاري، حملة عسكرية على قرية قزحل، التي كانت تخضع لـ “مصالحة” أبرمها النظام مع أهالي القرية و تنص على عدم دخول الجيش إلى القرية أو القيام بأية عمليات عسكرية مقابل عدم ظهور مسلح مناوئ للأسد داخل القرية.

تقدم جيش الأسد إلى القرية قابلته حركة نزوح واسعة للمدنيين إلى قرية أم القصب المجاورة، و التي اكتظت بآلاف المدنيين.

هذه التطورات السريعة تزامنت مع إطلاق بعض فصائل ريف حمص الشمالي المعارضة معركة حملت اسم “تلبية النداء”، بهدف فك الحصار عن قرية قزحل، و استطاعت قوات المعارضة تحقيق تقدم سريع، واجهه تصعيد ملحوظ من قبل قوات النظام و ميليشياته الموالية المتمركزة في القرى المحيطة بقريتي قزحل و أم القصب، و التي تقطنهما غالبية تركمانية.

و استخدم جيش الأسد المدنيين لتحقيق مآربه العسكرية في المنطقة، فأرغم قوات المعارضة التي سيطرت على عدة قرى و نقاط هامة للنظام و قطعت طريق مصياف، على إيقاف المعركة، بعد أن هدد بقصف قرية أم القصب بشكل مكثّف، ما يعني وقوع مجزرة كانت ستودي بحياة الآلاف في ظل حصار و عدم تواجد لأي نقطة طبية في المنطقة.

بعد توقف معركة “تلبية النداء”، حصلت مفاوضات مباشرة بين النظام و فصائل المعارضة، أفضت إلى اتفاق تهدئة ينص على نقل الثوار و المدنيين الراغبين بترك القريتين إلى قرية الدار الكبيرة، التي تقع ضمن نطاق المناطق المحررة في ريف حمص الشمالي.

و في السادس عشر من الشهر الجاري تم نقل الثوار بسلاحهم، كما تم نقل مئات المدنيين إلى قرية الدار الكبيرة، بينما فضلت عشرات العائلات البقاء في القرية بحجة أنّها غير مطلوبة لأفرع النظام الأمنية.

انتهزت شبيحة النظام من مسلحين قريتي أم حارتين و الربوة (الدلبوز) اللتين تقطنهما غالبية شيعية، و قرية التنونة ذات الغالبية العلوية، خلو قزحل و أم القصب من الثوار، فداهمت القريتين و ارتكبت مجازر شنيعة في نسخة مكررة من مجزرة الحولة التي وقعت عام 2012.

و لم يعرف عدد العائلات التي بقيت في القرية، كما لم يعلم عدد الذين لقوا مصرعهم، فيما أكّد بعض الأهالي ممن نزحوا إلى الدار الكبيرة أنّ أقرباءهم لقوا حتفهم ذبحًا بالسكين بعد دخول الشبيحة إلى قرية قزحل.

أضف تعليق