أطلقت قوات المعارضة السورية يوم أمس الأحد 1 آب/أغسطس معركة وصفها قادة معارضون بأنّها الأكبر بتاريخ الثورة السورية، ترمي إلى فك الحصار على الأحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب، و استكمال العمل حتى تحرير كامل المدينة.
و تمكنت قوات المعارضة من إحراز تقدم ملحوظ و هام خلال الساعات الأولى للمعركة، استكملت تقدمها في اليوم الثاني من المعركة، حتى وصل الثوار إلى أسوار كتيبة المدفعية في الراموسة، كبرى معاقل النظام في حلب.
إطلاق المعارضة لهذه المعركة الهامة في هذا التوقيت، نسف مشروعًا أمريكيًا-روسيًا، يقوم بطبخه وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري، و نظيره الروسي سيرغي لافروف، يقضي بتنازل الثوار عن عدد من ثوابت الثورة السورية لصالح الأسد.
و بحسب مصدر دبلوماسي مطلع، فإنّ الاتفاق كان يرمي إلى تجميد الجبهات على الأرض، و مطالبة فصائل معارضة بتنحية جبهة النصرة (جبهة فتح الشام بعد فك ارتباطها بالقاعدة) و حصرها بأماكن جغرافية معينة تقوم روسيا و أمريكا بقصفها باعتبارها منطقة “موبوءة”، بحسب وصف المصدر.
كما أنّ الاتفاق ينص و بشكل واضح على عدم تنحية بشار الأسد عن السلطة، و إنما القيام بمفاوضات بين ممثلين عن النظام، و معارضة توافق عليها روسيا، وهي ما تسمى “معارضة الداخل” الموالية للنظام أساسًا.
و كشف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته بأنّ الاتفاق ينص أيضًا على توجيه الميليشيات الكردية نحو الرقة، و تجميد جبهاتها في حلب و الحسكة و مناطق شمال سوريا، كما ينص أيضًا على تجميد جبهات ريف اللاذقية، و إخراج مقاتلي المعارضة من ريف حمص الشمالي و الوعر نحو الشمال أو الجنوب، لتكون محافظة حمص بأكملها بقبضة النظام.
و كان جيش الأسد قد أحرز منذ بداية العام الجاري تقدمًا كبيرًا على حساب المعارضة السورية في حلب و ريفها، و تمكن من فك الحصار عن بلدتي نبل و الزهراء، كما سيطر على طرق استراتيجية من قبيل طريق الكاستيلو، الذي يعتبر الشريان الوحيد للأحياء المحررة بحلب المدينة.
و ساندت القوات الروسية جوًا وبرًا جيش الأسد في تقدمه، كما فعلت إيران و حزب الله على الأرض، و بحسب خبراء عسكريين فإنّ جيش الأسد ما كان ليحرز هذا التقدم الكبير لولا الدعم الأجنبي.
وتمكن خلال 7 أشهر من السيطرة على عشرات القرى في ريفي حلب الجنوبي، و الشمالي، كما ساند الميليشيات الكردية التي دعمت تقدمه شمال حلب.
إلا أنّ المعركة التي أطلقتها المعارضة قبل يومين تمكنت و بوقت قياسي من إحراز تقدم كبير، إن استمر بنفس الوتيرة فإنّه يعني بالضرورة أنّ أيام الأسد في حلب باتت معدودة، و هو ما كان لافروف و كيري يتمنيانه في مستهل محادثاتهما، التي تمحورت حول نقطة تشير إلى ضعف قوات المعارضة و قوة نظام الأسد و رجوح الكفة لصالحه في حلب، حيث كان كيري يود من خلالها استغلال الموقف و كأنّ الاتفاق سيكون منقذًا للمعارضة.