نظام الأسد بعد حصاره لحلب يدعي فتح ممرات إنسانية لاستدراج الأهالي والمعارضة لتسليم أنفسهم

أسقطت طائرات النظام المروحية “مواد غذائية”، صباح اليوم الخميس 28/ تموز 2016، على أحياء مدينة حلب المحاصرة والتي تخضع لسيطرة فصائل المعارضة، حملت معها مناشير ورقية تدعو حاملي السلاح للاستسلام وإلقاء أسلحتهم.

وقال “جمعة علي” مراسل مرآة سوريا في حلب، إن المناشير تضمنت مجموعة من التعليمات لما سمته “الخروج الآمن”، ليتقيد بها من يريد الخروج من المناطق المحاصرة.

كما تضمن منشور آخر خريطة توضح أماكن تواجد “الممرات الآمنة”، التي حددها النظام كمنافذ لخروج المدنيين، حيث حدد أربع منافذ كلها باتجاه المناطق التي يسيطر عليها، ما يعني أن المدنيين، الذين يفترض خروجهم من هذه المنافذ، سوف يسلمون أنفسهم تلقائياً لقوات النظام، وهذا ما أكده البند الأخير من المنشور، حيث طالب الأهالي بالتقيد بأوامر عناصر جيش النظام، المتواجدين على الحاجز الذي سيستقبل الناس؟!.

وشكك ناشطون بقضية فتح ممرات إنسانية حقيقية، بل اعتبروا ما قام به النظام مثيراً للسخرية، ولو كان جاداً لما أزهق أرواح المدنيين وقصفهم بشكل متعمد يومياً، ولو كان يريد خروجاً آمنا لهم، لكان فتح لهم على الأقل طريق الكاستيلو، ليخرجوا إلى مناطق سيطرة المعارضة، مطمئنين لعدم اعتقالهم من قبل قوات النظام.

والأمر الآخر الذي اعتبره ناشطون مثيراً للسخرية أيضاً هو ما قامت به مروحيات النظام من إلقاء بعض المواد الغذائية المغلفة، ومنها بعض المعلبات صناعة روسية، ليظهر للعالم أنه يقوم بأعمال إنسانية ويقدم مساعدات للمنكوبين، فكأنه يقتلهم بيد ويمد لهم يد العون والرحمة بيد أخرى.

وقد اعتبرت المعارضة هذه الأغذية مشكوك فيها وأنها قد تكون غير صالحة للاستخدام البشري، وأخضعتها للفحص من قبل مختصين.

وأكد مراسلنا من حلب أنه لم يفتح أي ممر آمن من قبل قوات النظام، ونفى مراسلنا خروج أي شخص من مناطق سيطرة المعارضة باتجاه مناطق سيطرة النظام، نافياً أيضاً ما تداولته بعض وسائل الإعلام من خروج بعض الأهالي من معبر بستان القصر، حيث قام بعض موظفي الهلال الأحمر السوري في “المشارقة”، وبتنسيق مع قوات النظام، بجلب بعض العائلات الموجودة في مناطقه وقاموا بتصويرها وهي تحمل حقائب كبيرة، لكي يظهرهم كعوائل استجابت لمطلب النظام، وخرجت من مناطق المعارضة.

هذا و طالبت روسيا بخروج جميع المسلحين من أحد الممرات الإنسانية التي حددها النظام شرق حلب، وكذلك خروج جميع المدنيين من المنافذ الأخرى، في حين أصدر رأس النظام السوري بشار الأسد “عفواً عن كل من يلقي السلاح” من مقاتلي المعارضة، يمتد لثلاثة أشهر، حيث يأتي هذا العفو بعد إحكام الحصار على مدينة حلب، للضغط على مقاتلي المعارضة في المدينة لتسليم أنفسهم.

أضف تعليق